تحت اشراف فضيلة العلامة الشيخ فراج يعقوب حفظه الله
recent

جديد

recent
random
جاري التحميل ...

الصلاة الممزوجة من الصلاة المشيشية (3)


اللهم اجعلنا ممن اهتدى بك فهدى :
ــــــــــــــ
( اللهم اجعلنا ممن اهتدى بك فهدى 
هذا تحقيق حق الحقيقة 
فإن الهداية لا تكون بالبحث ولا بالنظر ولا في الفكر
بل هي لله جل جلاله 
لأن الهداية اليه انما تكون بفيض الانوار 
المبددة لظلمة العقول وقساوة القلوب
وعدم صفاء الروح التي هي المخصصة لان تنطلق الى عالم ما برزت منه من مجانستها
فإنها روح الآيات
والنور القائم ببنيان هذا الهيكل الانساني
وهي المعمرة له
واذا ما تخلف عنه انهار وانهدم وتناثرت كل خلاياه
فسبحان الملك الوهاب 
فجعلنا ممن اهتدى به
ولذلك كان كل باحث عن الحقيقة حقيقة معرفة الله 
ضالا
الا ان يجده الله 
وهذا بيان لحقيقة ما يحبه الله ويرضاه
فان الذين يسعون لمعرفة الله
والتقرب الى الله بكل ما دعا اليه في كتابه المبين وعلى لسان رسوله العظيم 
فإن من سعى الى الله شبرا سعى الله إليه ذراعا 
ومن تقدم ذراعا تقرب الله اليه باعا 
فهذا يدل على ان الله جل جلاله هو الأسرع في جذب الضال عنه
حتى يقول له ها أنا قد أتيتك 
وها أنت بين يدي قد توليتك
ومن هنا قال الله جل جلاله لنبيه.... )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لحضرة مولانا العارف بالله الأستاذ الدكتور عبد الجليل عبد الرحيم العبادلة 
ــــــــــــــــــــــــ
‏Nermeen Nermeen‏ إلى قوت القلوب و شفا الأرواح
ــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله


{ الله أحد } محقَ الكل :
ــــــــــــــ
( لما جاء الكفار الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقالوا له انسب لنا ربك 
والمعروف في عالم الأنساب الذي يكشف عن هوية الشخص ان يذكر اسمه واسم أبيه وأجداده وعائلته وما لها من المآثر والمفاخر ان كان من علية القوم او من الدون
فهذا الذي كان عندهم سائدا 
فتولى الله جل جلاله بنفسه ان يكشف عن سر ذاته الاحدية التي لا مثيل لها في الوجود
لا يدانيها ولا يعتريها النقص 
بل هي أزلية أبدية سرمدية
متزرة بكل صفات الكمال التي عزت ان تكون تحت طائلة احد من الخلق أجمعين
{ الله أحد } 
محقَ الكل
فأصبح في عالم الفناء لا وجود له
حيث هو وحده الموجود وما سواه مفقود 
ولذلك جاء بالصفة التي تقتضي الاستمرار الى امد الامدين
مع الغنى التام.
فالصمد هو المستغني بذاته عما سواه
المحتاج إليه كل ما عداه 
وهو الذي لا يعتريه النقص ولا العلل ولا التغير 
فهو جل جلاله هو ... )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لحضرة مولانا العارف بالله الأستاذ الدكتور عبد الجليل عبد الرحيم العبادلة 
ــــــــــــــــــــــــ
‏Nermeen Nermeen‏ إلى قوت القلوب و شفا الأرواح
ــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله


وَلا شَيءَ إلَّا وَهُوَ بِه مَنُوطٌ :
ــــــــــــــ
( قال :
وَلا شَيءَ إلَّا وَهُوَ بِه مَنُوطٌ .
الله بكل شيء محيط
والرحمن الذي هو مثل نور الله في عالم التنزل
"الرَّحْمَنُ. عَلَّمَ الْقُرْآنَ. خَلَقَ الإِنسَانَ."
فالانسان خلق أخر غير البشر
لما استوى على عرش قلبه فصار هذا الإنسان الحامل الأمانة
فلذلك قطعا كل شيء به منوط 
والله بكل شيء محيط
بنور الموسوط 
وهذا امر جرت سنن الوجود
فلا بد من واسطه في الصعود حتى يصعد الى الملأ الاعلى 
فها هم في عالم الملك الظاهر من الكواكب والنجوم 
هل يستطيعون ان يصعدوا الى مكان الا بواسطة الصعود والنزول
وبسره لمن يجوب في عالم الفضاء
كيف يبحثون عن الواسطة التي هي الواقية والحاملة لهم
اذ ليس ولا بإمكاناتهم ولا وسائلهم البشرية ولا شي يستطيع ان ترفعهم . 
إذا لا بد لهم من وسيلة رفع
لمّا تعينت الواسطة للصعود والهبوط 
وكذلك كان في عالم الله 
لا بد من وجود واسطة 
ومن يقول لا واسطة فهذا لا يفقه شيئا في عالم الوجود
فضلا عن عوالم الشهود )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لحضرة مولانا العارف بالله الأستاذ الدكتور عبد الجليل عبد الرحيم العبادلة 
ــــــــــــــــــــــــ
‏Nermeen Nermeen‏ إلى قوت القلوب و شفا الأرواح
ــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله


وحجابك الاعظم القائم لك بين يديك :
ــــــــــــــ
( واغرقني في عين بحر الوحدة شهودا 
دون السماع والعلم فقط
ولذلك لا يمكن ان يعرف الواحد بكل شؤونه في مظاهر خلقه وتكوينه الا بالشهود
حتى لا يرى ولا يسمع ولا يجد ولا يحس الا بها
دون الاحاسيس البشرية 
وهذا مقام : كنت سمعه كنت بصره كنت يده الى ما هنالك 
نزولا وصعودا
فالصعود في الترقي 
والنزول في التدلي
والصعود معراج 
والنزول الى مقام القيام بالامر تبليغًا للخلق كما هو كذلك
لم يزل وجودا في عالم السر 
والانبياء وورثتهم وحملة امانتهم 
واجعل اللهم ذلك لديك ممدوحا اي هذا الصعود وهذا النزول
ولا يُمدح من الله جل جلاله الا ما كان خالصًا لوجهه الكريم 
خاليا من عوالم النفس والهوى والدعوى وما الى ذلك
وعندك محمودا 
اي محمودا في ملئك الاعلى 
واجعل اللهم الحجاب الاعظم حياة روحي كشفا وعيانا 
والحجاب الاعظم ها هنا المقصود صلى الله عليه وآله وسلم هو الحقيقة المحمدية في ناسوتها البشري فالناسوت هو الحجاب الاعظم الذي ستر الحق بكل ما هو في غيب الغيب المكنون الذي تعجز عن الاحاطة به ومواجهته كل عوالم التكوين 
فلذلك كان من وراء الحجاب دائما فهذا الحجاب الذي هو قائم لله بين يديه 
وهو مثل نوره 
هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما ذكر في السابق
وحجابك الاعظم القائم لك بين يديك 
حضرته المانعة من خرق سور هذا الحجاب
فحيث يشهد انما يشهد مثل نور الله
اما ان يشهد بالجلال والعظمة فهذا امر لا طاقة عليه 
ولذلك كان رحمة للعالمين
فإنما يشهد به محاسنه الانسية ما يأتنس في عالم الجمال والنعيم والدلال
واجعل اللهم الحجاب الاعظم حياة روحي كشفا وعيانا 
وسر حياة الروح بما يفيضه من الانوار والاسرار التي يكشف عنها حجاب كل عائق عن شهودها من عالم البصائر والافئدة 
كشفا وعيانا اذا الامر كذلك في حقيقته رحمة منك وحنانا
ان يكون هذا الحجاب بكل ما يشرق منه هو من.... )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لحضرة مولانا العارف بالله الأستاذ الدكتور عبد الجليل عبد الرحيم العبادلة 
ــــــــــــــــــــــــ
‏Nermeen Nermeen‏ إلى قوت القلوب و شفا الأرواح
ــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله


وسر بي في سبيله القويم :
ــــــــــــــ
( وسر بي في سبيله القويم
فإن أحدا لا يستطيع ان يدرك بما هو عظيم وعزيز كريم عند الله 
إلا حيث ذلل الله له سبحانه وتعالى 
فهو اقرب السبل وأيسرها إلى الله
فمن جاءه مؤمنا محباً مبتغيا ما عند الله 
أشرقت أنوار سراجه المنير في قلبه فبددت كل الظلمات عن عين بصيرته
فهو مظهر ربوبية الله في تجليها على قلبه
ليكون الله هو المربي له في نفسه ولمن ولاه تربيته 
فهو ولي المؤمنين
ربوبية الله القائمة في سر مكنون خاص في العبودية لله
ولذلك ما وسع الربوبية إلا العبودية 
ولما كان صلوات الله وسلامه قد حاز السبق في مقام العبودية فكان أول العابدين
من اجل ذلك حاز السبق في مقام الربوبية التي أغدقت عليه من تنزلات أسرار قدسها وآدابها وأخلاقها وعنايتها ورعايتها 
ما جعلته مثلا أعلى للإنسانية صلوات الله وسلامه عليه
ولذلك ورد اسم ضميره صلوات الله وسلامه عليه مضافا إلى الربوبية في أكثر الآيات ذلك لان ما خصّه الله منها ما لم يختص أحدا سواه
فهو الذي تولى تربيته تعليما ورفعة وقدرا وزكاة وهداية صلوات الله وسلامه عليه
وسر بي في سبيله القويم ليدرك حقيقة هذا الصراط القويم
ولذلك كان الله وحده هو المستعان على ذلك
ولما توجهت الإرادة من العبد إلى الله جل جلاله لتحقيق أعظم ما ندب إليه عباده وحببهم في طلبه من إرادة وجهه الكريم والهداية إلى صراطه المستقيم 
وصراطه المستقيم صلوات الله وسلامه عليه الجامع لكل..... )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لحضرة مولانا العارف بالله الأستاذ الدكتور عبد الجليل عبد الرحيم العبادلة 
ــــــــــــــــــــــــ
‏Nermeen Nermeen‏ إلى قوت القلوب و شفا الأرواح
ــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله


الحصن الحصين للمحبين :
ــــــــــــــ
( فهذه الروح الالهية هي أعظم حصن يتحصنون بها
لأنها مثل نور الله الحامل لأنوار وأسرار الأسماء والصفات 
فلا يستطيع شيطان أن يحوم حول حماه
لأنها شمس أنوار الذات الخارقة والحارقة 
وهي حقيقة التوحيد التي تشملها كلمة لا إله إلا الله 
فمن قالها صادقا بها قلبه دخل هذا الحصن
وكانت له جُنة
هذا القرب لا إله الا الله 
قد ورد في الحديث القدسي " لا اله الا الله حصني من قالها دخل حصني ومن دخل حصني أمن عذابي " ومن هنا يدرك حقيقة التوكل على الله 
ويشهد وعد الله للذين يتوكلون على الله حق توكله 
حيث يقول سبحانه " وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ? إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ? قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا " فإذا كان البشر يتوكلون في قضاء أمورهم وحاجاتهم ودفع الأذى عنهم إلى من عنده القوة والسلطان فإن توكلهم محدود وغير مأمون
فكلهم إلى الموت سائرون
فمن أراد أن يتوكل على أحد فليتوكل على القوي الذي لا يُغلب والحي الذي لا يموت
وهنا يتحقق بالشهود كيف يكون الله بالمرصاد لكل من رامهم أذى 
بسيف قدرة من هو غالب على أمره وعلى كل شيء قدير
فاصرف عنا الأذى
إنك على كل شيء قدير 
حين يشهده .. )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لحضرة مولانا العارف بالله الأستاذ الدكتور عبد الجليل عبد الرحيم العبادلة 
ــــــــــــــــــــــــ
‏Nermeen Nermeen‏ إلى قوت القلوب و شفا الأرواح
ــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله


أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق :
ــــــــــــــ
( أعوذ بكلمات الله التامات
هذه التي ألهم الله بها من آتاهم من حبه النور المبين وهداهم الى صراطه المستقيم 
من جوامع الكلم وأطيبه وأعذبه 
فالاستعاذة بكلمات الله التامات من شر ما خلق
فهي شاملة لكل أنواع الاستعاذة وسبلها الواردة فيما أنزل الله والتي علّم الله لرسله وانبيائه واصفيائه هذه الاستعاذة التامة الكاملة من شر ما خلق
فالله جل جلاله كما يخلق الخير يخلق الشر وذلك لحكمة يبتلي بها عباده
كما قال سبحانه " وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً"
فالابتلاء بالشر اظهر من الابتلاء بالخير لان الاكثر لا يعتبر الخير من الفتنة بل قد يتصورها انها من محبة لله الله ورضوانه عليه
وهذا امر كان عند الكفار بمكة 
حين تصورا ان الله قد حباهم في هذه الدنيا بهذا الخير الذي هو عنوان تميزهم عما سواهم فكما خصهم في الدنيا سيكونون اوفر حظا في الاخرة
ولذلك جعل الله ما على الارض من زينة انما هي فتنة للعباد
" إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً "
فما دامت الزينة من كل ما تهوى الأنفس " إنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ "
فهؤلاء من زينة الحياة الدنيا 
وانما الخير فيما يبتلي الله جل جلاله العباد به طلبا للشكر 
" وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ? وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ" ف
هنا ترتب الفصل بين العباد من بين شاكر وكافر 
أما الابتلاء بالشر وهو .... )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لحضرة مولانا العارف بالله الأستاذ الدكتور عبد الجليل عبد الرحيم العبادلة 
ــــــــــــــــــــــــ
‏Nermeen Nermeen‏ إلى قوت القلوب و شفا الأرواح
ــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله


الله واجب الوجود وما سواه مفقود :
ــــــــــــــ
( الله واجب الوجود وما سواه مفقود 
الله جل جلاله بذاته وبأسمائه وصفاته وأقواله وأفعاله هو الموجود 
فكل ما في الكون معلوم هو من خلق الله من فعل الله
وكل كلام أنزلته على رسلك
وكل رسله وأنبيائه وأوليائه والدعاة إليه إنما هم مترجمون عن بعض فضل الفيض عليهم إلهامًا لهم فإن الإنسان إنما يقوم تقويما ذاتيا واعتباريا بصفاته الشخصية وأفعاله وخبراته ومصنوعاته وابتكاراته وما نال من المقامات الرفيعة وحظي بالرضا والمحبة من الناس إكبارا وتعظيما
فهكذا الإلهية في شمس سمائها الساطعة بأفعالها وتجلياتها وإمداداتها التي لا تنقطع نفسا من الأنفاس وهو القائم بروح أمره في كلماته وفي مصنوعاته
فالله بهذه الحيثيثة هو الوجود
وما سوى الله مفقود 
فهذا بدهية من البديهيات عند ذوي العقول 
إذ لو كان لسواه وجود لبان عنه بفعل من الأفعال أو قول من الأقوال
" لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا " 
فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء 
والشيء إنما يطلق على الموجود وعلى الممكن الوجود 
فالله جل جلاله واجب الوجود
إذ وجوده ذاتي أزلي في كل الكمالات التي لم تكن معروفة لدينا 
حتى خلقنا 
واصطفى من هذا الخلق رسلا 
يعرفهم بذاته 
ويتجلى عليهم ببديع مكنون ما في خزائن غيبه من اللطائف 
وفي ذاته من الكمالات 
سبحان الله رب العزة عما يصفون 
فالله جل جلاله واجب الوجود إذ وجوده ذاتي بخلاف... )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لحضرة مولانا العارف بالله الأستاذ الدكتور عبد الجليل عبد الرحيم العبادلة 
ــــــــــــــــــــــــ
‏Nermeen Nermeen‏ إلى قوت القلوب و شفا الأرواح
ــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله


{ الله الصمد } :
ــــــــــــــ
( "قل هو الله أحد الله الصمد " 
والصمد هو الباقي 
هو المستغني بذاته عن ما سواه ، 
فلا يحتاج الى شيء سبحانه
هو الغني ،
الله الصمد 
ولذلك لا يتغير ولا يتبدل ولا يعتريه الهرم ولا الضعف
سبحانك اشهد انك الله وحدك لا شريك لك 
" لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد"
اروني أي مظهر في الوجود ممن عظمتموه وألهتموه ورببتموه
من يكافئ الله جل جلاله
فكيف إذن أشركتم به من الخلق ما لم ينزل به سلطانا ،
فهل هناك من غباء أعظم من هذا الغباء ؟
ومن جهل أقبح من هذا الجهل ؟ 
فإن الذين لا يفكرون بعقولهم مع أنهم مؤمنون ومقرون بان هؤلاء ليست بآلهة،
فلما إذن تتخذونهم أربابا من دون الله ؟! 
تطيعون أمرهم حتى لو كان في معصية وفي غير الحق ،
وتجلونهم وتبجلونهم وتعظمونهم وتحنون هامتكم أمامهم ،
لما لا تطأ طئون رؤوسكم لله ؟ 
ولما لا تعظمونه حتى كتعظيم هؤلاء ؟
فالله واجب الوجود 
وما سواه مفقود لأنه ممكن وما اوجده إلا ربه وإذا شاء أفناه بالكلية
" كلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ, وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ" 
ولذلك اعقب هذا بالقول " إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ "
تصورا لعظمة المثل الاعلى لنور الله وهو حبيبه ومصطفاه
الذي اشرقت من سماء علياء فؤاده أنوار شمس الذات الالهية ،
فكان مثلا لنور الله 
ومن هنا تجدون الإشارة الى رفيع هاذ المقام 
" قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ"
لو أراد ان يكون له ولد له بالتبني وأراد أن يكون له بمثابة الولد بالعطف والحنان والتربية ببلوغه أعلى مقام لكان رسول الله صل الله عليه وسلم ، 
لانه استحق هذه المنزلة عند الله لبلوغه الدرجة الاولى في مقام العبودية لله 
لان الولد الحق هو عنوان الامتثال للوالد
والذي فرض عليه القران
فإن القران العظيم الذي هو روح الله الأعظم
" وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا " 
هذا النور الاعظم هو مثل نور الله بل عين نور الله" اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ":
" إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ"
لا يستطيع احد ان يختار ما لا علم له ولا معرفة به ولا قدرة له عليه
ففرض عليك القرآن اختيارا واصطفاء واجتباء 
هذا هو فقط لرادك الى معاد
فلن يبقي ما حمل من هذه الانوار والاسرار الا ليردك الى معاد
" إنِّي مُبْتَلِيك وَمُبْتَلٍ بِك "
فهل يستطيع رسول الله لو جرى على لسانه ان يقول لكم انا الرب وانا الاله او مثل النور الذي هو مشكاة نور الله
هل يستطيع ان يقول انا الله او انا ربكم الاعلى
فمن قالها خرج عن دائرة العبودية لذلك كان الذي ناله فرعون من النكال هو هذا الادعاء....
" فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى " .... )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لحضرة مولانا العارف بالله الأستاذ الدكتور عبد الجليل عبد الرحيم العبادلة 
ــــــــــــــــــــــــ
‏Nermeen Nermeen‏ إلى قوت القلوب و شفا الأرواح
ــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله


فاجعل اللهم روحه سر حقيقتي ذوقا وحالا :
ــــــــــــــ
( ان يكون هذا الحجاب بكل ما يشرق منه هو من رحمتك بالخلق والسالكين حيث السلامة والامان والسكينة والاطمئنان 
واجعل اللهم روحه سر حقيقتي ذوقا وحالا
وهم المقصود ون 
" وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ" 
اجعل اللهم روحه سر حقيقتي ذوقا وحالا
ذوقا قلبيا روحانيا حيث تستوي الروح على عرش القلب
وهذا مما يسمونه بالفناء في المحبوب حيث يستوي روحه على قلبه 
كما في المقابل وبضدها تتميز الاشياء 
" الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس "
حين تلبسه الشيطان فتسيره فهذه روح المردة والشر اذا استوت على الجسد وتمكنت منه اخرجته عن دائرة البشر. 
طلب ان تكون روح النبي صلى الله عليه وآله وسلم سر روحه 
هي القائمة 
هذا ممكن بل هو الاصل 
حيث تكون مرآة صافية تشرق منها شمسه لمن حوله ومن يدعوهم الى سواء السبيل
فاجعل اللهم روحه سر حقيقتي ذوقا وحالا 
وحقيقته 
هي نور الانوار وسر الاسرار والروح العلية القدسية
حقيقة جامع عوالمي
هي التي تجمع كل عوالمه وكل ما اعلم
حالا ومآلا 
يعني من الآن الى ما شاء الله
بحيث لا تنفصل ولا تزول ولا تنقطع 
فهذا يكون عينا من اعيان الحضرة
فالعظماء يشكلون لهم مجالس اعيان
بحيث كل واحد منهم يمثل شأن من شؤونهم او خصوصية من خصائصهم الكبيرة .
وحققني بذلك
اي اجعل هذا الذي تمنحني اياه حقيقتي التي هي عين حقيقته 
وبهذا تقوم الاخوة فيه بعالم الوراثة " هارون اخي" 
فها هنا تتآخي الارواح فاصبحت روحا واحدة 
وانما القوالب حقل لها
او بيت أوت اليه
كهف سكنت فيه 
وحققني من الحقيقة الامثل التي هي مصدر كل الحقائق ومشرق كل انوار الخلائق 
هذا التحقيق تحقيق الحق الاول الذي هو مصدر الحقائق 
والآخر الذي هو مستمر لا معقبّ عليه بل الى مالا نهاية له 
والظاهر لما اظهر به
والباطن بما بطن فيه 
يا اول فليس قبلك شيء
اي فليس غير حقيقة اسمك الاول القائم
وغير حقيقة اسمك الاخر الدائم بما لا يتناهى 
فسبحان من بيده ملكوت كل شيء وهو على كل شيء قدير
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لحضرة مولانا العارف بالله الأستاذ الدكتور عبد الجليل عبد الرحيم العبادلة 
ــــــــــــــــــــــــ
‏Nermeen Nermeen‏ إلى قوت القلوب و شفا الأرواح
ــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله


وسلاما يجاري هذه الصلاة فيضًه وفضله :
ــــــــــــــ
( ثم اعقب هذه الصلاة بهذا السلام من الله
وسلاما يجاري هذه الصلاة فيضًه وفضله 
فهنا كان المطلوب من هذا السلام ان يجاري هذه الصلاة في فيوضاته المحققة للسلامة 
يتمثل فيه فضل الله العظيم على من هو أهل له واشرف الخلق اجمعين 
ثم كشف عن سر الصلاة التي ارادها للآل حين كشف عن حقائقهم وهم الذين تحقق فيهم وعد الله لنبيه حين قال : وعدني ربي أنهما لا يفترقان يعني الآل والقرآن
فهم شموس سماء العلا حيث منهم أشرقت أنوار القرآن العظيم
وبهم تحققت سرائر أسرار ما حواه كنز النبي العظيم 
فأرادهم ليكونوا في كنف هذه المعية في توارد الامداد دون ان يقطعهم عنه قاطع 
بل هم في معية هذا الركب في العلياء من أهل السبق
بفضل الله وكرمه 
وعرّج على الاصحاب والتابعين ومن تلاهم بإحسان الى يوم الدين
ليكونوا في زمرة هذا الركب العظيم هادين مهدين 
في كنف الرحمن الرحيم. )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لحضرة مولانا العارف بالله الأستاذ الدكتور عبد الجليل عبد الرحيم العبادلة 
ــــــــــــــــــــــــ
‏Nermeen Nermeen‏ إلى قوت القلوب و شفا الأرواح
ــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله


"وزج بي في بحار الاحديه المحيطة بكل مركبة وبسيطة" :
ــــــــــــــ
( "وزج بي في بحار الاحديه المحيطة بكل مركبة وبسيطة"
ان معرفة الله الحق لا تتأتى الا بكل تجليات الذات بما لها من شؤون الخصائص والإحاطات 
ذلك ان المحققين العارفين ان يشهدهم الله ذوقا وحالا وشهودا حقائق الاحدية 
وانما نسبت الى البحار
لأن أحدا لا يستطيع ان يحيط بشأنها وسعة ما هي عليه مما لا تحيط به العقول 
ولذلك خصص هذا الشهود والدخول في بحارها الى شأن من شؤونها 
وهو الاحاطة بكل مركبة وبسيطة
وهذه صفة الاحدية الخاصة بالله جل جلاله في غياهب غيبه
وهي التي نبّه الله عليها بقوله " واللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطً "
وهذا مقام جمع الجمع حيث يفنى كل شيء تجلى عليه الحق
فلا يعود يشهد في مرآة الخلق الا الحق 
وما هم الا في محض عالم الفناء 
حين يتجلى نور الاحد الفرد الصمد في عالم أهل الشهود
فيدمغ كل الباطل فيزهق فلا يراه شيئا حين تتوجه انوار الاحدية
فلا يعود شاهدا في هذا المقام الا الاحد 
وهذا هو مقام جمع الجمع الذي لا يصلح به من هو فيه 
أن يكون داعيا الى الله فإنه لا يشهد صور الأشياء
ولا ما هي فيه من المراتب والمقامات ومن الهدى والضلال وما الى ذلك
من سائر الاسماء والصفات 
لانها كلها قد انزهقت بنور الاحد الذي اشرق فيه
ومن هنا جاء الطلب بعده :
وانشلني من اوحال التوحيد 
وهي في هذا المقام حيث لا يشهد فاعلا
بل ولا موجودا
الا الله
فكل من تجلى عليه الله بأنوار احديته 
انمحق باطله بالكلية 
فلا يشهد الا روح الحق القائمة 
مجردة من عوارض البشرية 
فمن هنا قد يقع الخلل والزلل
باسم التوحيد 
وهذا
فيه من الخطر ما فيه
ولذلك ما قام داعٍ الى الله ولا نبي او رسول الا في مقام الوحدة
مقام التفريد
اذ الاحد هذا خاصيته في التجلي 
اما الواحد فهو المنزه عما سواه
وهو أصل وبداية العدد
ولذلك يقوم فيه التفريد 
رغم الكثرة
حيث ميزّ هذه الكثرة
وجعل له كل شيء آية تدل على انه الواحد 
فرغم الكثرة الكاثرة
الا انها تنمّ عن الواحد
وتميز بين الخصوصيات 
وتفرق بين الحق والباطل 
ولذلك قال على لسان الملائكة الكرام " وَمَا مِنَّا إِلا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ "
فتميز كل ملك من الملائكة بصنوف اجناسها وانواعها 
بمقام وشأن لا يشاركه به غيره
ولا جامع لهذا الا الله جل جلاله
ومن اقامه في مقام الخلافة .
واغرقني في عين بحر الوحدة شهودا.... )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لحضرة مولانا العارف بالله الأستاذ الدكتور عبد الجليل عبد الرحيم العبادلة 
ــــــــــــــــــــــــ
‏Nermeen Nermeen‏ إلى قوت القلوب و شفا الأرواح
ــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله


وَتَنَزَّلَتْ عُلُومُ آدَمَ بِهِ فِيهِ عِلِيْهِ :
ــــــــــــــ
( تكلمنا فيما سبق عن شأن هذه الصلاة الجامعة التي تكشف عن حقيقة الحضرة المحمدية وهي في عالم الأزل أنوارًا قدسية 
من قبضة نور الحق التي صاغها الله مثلا أعلى لوجوده 
هذا المثل الأعلى عزّ عن الشبيه أو النظير
فهو فرد في وجوده 
بما تفرد به عن سائر الموجودات من صنوف الكمالات 
فكان وحده المثَل لاسم الله الرحمن الرحيم
حيث استوى في تنزلاته على عرش قلبه لما سوّى الله الجسد الطيني 
أهلا لأن يستوي عليه
وذلك لما جعله نورا
فإن لطائف التنزلات 
بالصلوات عليه التي هي محض تجليات أنوار الذات والأسماء والصفات
إنما تنزلت بقدر وبلطف
حتى تفاعلت مع الكثافات
فحولتها الى روح قدسٍ أعلى
لما تنزلت في كل خلايا هذا الجسد التي لا يحيط بما فيها سواه 
فأصبحت كلها شموسا وكواكبً ونجوما تضيء في عالم الأفلاك
فالتكلم عن هذه الحقيقة التي هي أول ما خلق الله
وحينما عبر عن هذه الروح بالنور
فلأنه اقرب الصفات إليها في لطافتها
وما له من الآثار
ولذلك كان اسما من أسماء الله الحسنى "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ "
فهذا النور هو الذي كان من هذه القبضة الإلهية التي أرادها أن تكون محمدا 
فلذلك كانت أول ما خلق الله 
فمن هنا نجد في هذه الصلوات ما يكشف عن هذه الحقيقة حين يتكلم :
وَتَنَزَّلَتْ عُلُومُ آدَمَ بِهِ
أي بهذا النور الاصلي الأولي
بِهِ فِيهِ عِلِيْهِ 
من سر " وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي "
وروحي هنا إضافة الروح إلى الله إضافة تشريف مثل ناقة الله
وهذه هي الروح التي هي مثل النور 
هي التي نفخها الله بآدم لما سوّاه أهلا لحملها فتنزلت بهذه النفخة
به أي بهذه الروح الالهية التي سماها محمدا 
ولذلك لما اراد لها الظهور هي هذه الروح التي أوحاها إليه 
وحقائقها تجمعت في القران الكريم " وَكَذَ?لِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا" 
فلا بد لها من عرش تستوي إليه وقلب تأوي إليه 
فتنزلت علوم ادم
بهذه الروح
فيه 
وظهرت عليه 
فكان أول ظهور لها في عالم الأكوان
فانظروا ما أبدعت وما أعجزت
قال :
فَأَعْجَزَ كُلاًّ مِنَ الْخَلآئِقِ فَهْمًا مَا أُودِعَ مِنَ السِّرِ فيهِ 
لأنه لا يحيط بهذا السر أحد سواه 
وكل ما عند الخلائق هو شيء مما عنده
ولذلك هذه الروح هي التي علمت الملائكة بأسمائهم 
وهي التي سجد لها الكل 
فما سجدوا في الحقيقة الا للرحمن جل جلاله.
يتبع .... )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لحضرة مولانا العارف بالله الأستاذ الدكتور عبد الجليل عبد الرحيم العبادلة 
ــــــــــــــــــــــــ
‏Nermeen Nermeen‏ إلى قوت القلوب و شفا الأرواح
ــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله


واقذف بي على الباطل فادمغه :
ــــــــــــــ
( والمتبلجة بتجليات محاسنه الانسية عالم اللطف والانس
متبلجة اي مظهره بهذه التجليات 
تجليات المحاسن
زينة الجمال الالهي
وطلب ان يكون هذا الحمل محفوفا 
بجنود نصرتك
بكل ما يواجه من الصعاب والعقبات والازمات والضنك
حيث جنود النصرة موجودون
فلا ينقطع في طريقه 
ولا يعيقه شيء عن مواصلة السفر 
من اعداء 
مصحوبا بعوالم اسرتك
واسرة الله في عوالمه النوراية هم 
اهل خاصة الله 
فأن يكون في رفقتهم ومعيتهم فهذا يشدّ من همته وعزيمتة
واقذف بي 
بعد هذا الارث العظيم والنور
واقذف بي على الباطل بانواعه في جميع بقاعه 
فادمغه بالحق على الوجه الأحق 
لأنه حيث مجلى هذه الحضرة المحمدية بسراجها المنير
فإنه بهذا الحق الالهي القاهر يدمغ الباطل 
فأشعة انوار الذات في ازهاق الباطل 
اقوى من اشعة اي مادة مشعة
حتى وان كانت المبيدة والمهلكة للحرث والنسل
فادمغه بالحق على الوجه الأحق 
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لحضرة مولانا العارف بالله الأستاذ الدكتور عبد الجليل عبد الرحيم العبادلة 
ــــــــــــــــــــــــ
‏Nermeen Nermeen‏ إلى قوت القلوب و شفا الأرواح
ــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله


الآل : كانوا هم ولا يزالون عقد الواسطة بين الخلق والخالق جل جلاله ..كيف ذلك ؟ :
ــــــــــــــ
( وهنا تنبيه على وصفه الآل بأنهم
شموس سماء المعالي في مكارم الأخلاق وحسن الصفات 
ذلك أنهم هم المرائي النقية المطهرة 
والسراج المنير هو الذي يُشهد نوره في هذه المرائي 
فهم حملة الرسالة
وورثة الأمانة 
الذين اصطفاهم الله لإرث القرآن العظيم
والمقصود بمن تلاهم هم الذرية
والآل الذين هم مجالي هذه الأنوار وتلك الأسرار
ومن صحبهم واتبعهم
فلا يُشهد في مرائيهم إلا شمس الحقيقة المحمدية
ولذلك كانوا هم الفئة المجددة لهذا الدين 
فآل البيت حقًا مظاهر هذه الأنوار 
ولذلك نبّه النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أن لا يكلوا لمجرد النسب الظاهر
حين قال " لاَ تَأتُونِي بِأَنْسَابِكُم ، وَأْتونِي بِأَعمَالِكُم"
ومن هنا ندرك أن الذين يتكلون على الأنساب ويقصرون في الأعمال التي هي أبواب إشراق هذه الأنوار هم الذين قد ينطبق عليهم الحديث 
" العاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله "
فهؤلاء الشموس الآل هم الذين عناهم الصديق رضي الله عنه بقوله بالصحيح
" ارقبوا محمدا في آل بيته" 
ومن هنا كانوا هم ولا يزالون عقد الواسطة بين الخلق والخالق جل جلاله
بما يؤهلونهم من الأنوار
ويغذون نفوسهم وقلوبهم بالحكمة )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لحضرة مولانا العارف بالله الأستاذ الدكتور عبد الجليل عبد الرحيم العبادلة 
ــــــــــــــــــــــــ
‏Nermeen Nermeen‏ إلى قوت القلوب و شفا الأرواح
ــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله


حملا محفوفا بجنود نصرتك , مصحوبا بعوالم أسرتك :
ــــــــــــــ
( حملا محفوفا بجنود نصرتك 
هذا الحمل مصحوب بعوالم اسرتك 
وعوالم اسرتك هم اهل الله وخاصته
وهم اهل القران 
وهم اهل سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم 
واحبابه 
ويمكن القول ان العوالم هي جمع العلماء الذي خصهم الله بعلمه اللدني 
فهو في هذا الطلب الذي هو أعظم وسيلة 
حيث هذه المعية 
كان حمله الله جل جلاله له في سبيله القويم في اسرائه ومعراجه على براق انسه ولطفه وعوالم اسرته من رئيس الملائكة ومن معه من جنده الذين لا يحصون
وما كان فيها من شهود الايات وتوارد النفحات ومظاهر التجليات التي بها ختم كل الرسالات 
اللهم صل وسلم وبارك عليه
حملا محفوفا بجنود نصرتك 
وهذا مظهر من مظاهر العزة والكرامة 
فإن الملوك اذا ساروا تحفهم الجند من كل مكان دليل على مكانتهم ورفعتهم وعزتهم عن سائر عوام البشر
بجنود نصرتك مصحوبا بعوالم اسرتك
واقذف بي على الباطل
فمن كان حاملا لهذا الأمر محفوفا بهذا الجند فإنه جدير ان يطلب هذا الاذن من الله
بأن يقذف به بسر مكنونه وايات شهوده وحقائق اسمائه وصفاته والايات التي ايده الله بها 
فإن هذه الانوار وتلكم الاسرار لو توجه بها الى الباطل اينما كان واينما وجد
مهما كثرت عوالمه واحزابه من الشياطين شياطين الجن والانس
وكل ما هنالك من عوالم الشر والباطل
فإنها تندمغ به 
واذا اندمغت به زالت وتلاشت ولم تعد شيئا مذكورا 
فلذلك عدد هذا الباطل قال 
بجميع بقاعه اينما وجد ومهما كان 
فادمغه بالحق " وَقُلْ جَاءَ الْحَقّ وَزَهَقَ الْبَاطِل إِنَّ الْبَاطِل كَانَ زَهُوقًا "
وعلى الوجه الاحق
الذي لا يبقي له اثرا من اثار ظلماته وفساده وشره 
فهذا في واقع التحقق
لا يتحقق الا على يد الائمة المهديين 
وخاتمهم في اخر الزمان
الذي يحقق الله له هذا النور ظاهرا وباطنا 
اللهم صل وسلم وبارك عليه 
ورضي الله عن اصحابه وورثته الى يوم الدين 
امين يا رب العالمين . )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لحضرة مولانا العارف بالله الأستاذ الدكتور عبد الجليل عبد الرحيم العبادلة 
ــــــــــــــــــــــــ
‏Nermeen Nermeen‏ إلى قوت القلوب و شفا الأرواح
ــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله


الابتلاء بالمحن والشدائد سبيل للجوء الى الحق جل جلاله :
ــــــــــــــ
( أما الابتلاء بالشر 
وهو كل ما فيه من المحنة والنقص 
" وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ "
فهذا كله مما يتصوره البشر انه من الشر النازل بهم ذلك
جعله الله سبيل الابتلاء ليتبين اهل الصبر من اهل الجزع والكفر 
" وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ "
وهنا الاكثر في مجال الابتلاء بالمحن والشدائد 
خصوصا الكبرى منها حتى ييأس من الخلق
فانه سبيل للجوء الى الحق جل جلاله 
ومن هنا يشير قول عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه 
" ابْتُلِينَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالضَّرَّاءِ فَصَبَرْنَا ،
ثُمَّ ابْتُلِينَا بِالسَّرَّاءِ بَعْدَهُ فَلَمْ نَصْبِرْ"
عدم الصبر يعني القصور في القيام بواجب الشكر لله 
ولذلك قال جل جلاله " ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ"
من السلطان والسعة في الرزق والمال والاهل والولد
نسأل الله تعالى بمنه وفضله وجوده ان يجعلنا من الشاكرين الصابرين 
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لحضرة مولانا العارف بالله الأستاذ الدكتور عبد الجليل عبد الرحيم العبادلة 
ــــــــــــــــــــــــ
‏Nermeen Nermeen‏ إلى قوت القلوب و شفا الأرواح
ــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله


وعرفني اياه معرفة اشهد بها محياه , واصير بها مجلاه :
ــــــــــــــ
( وعرفني اياه معرفة اشهد بها محياه
فالمعرفة إما أن تكون قائمة على النقل والسماع بذكر الاوصاف والاخلاق 
وهو لا يعرف حقيقتها ولا يتذوقها ولا يجد في نفسه حقيقتها
وانما تكون المعرفة لمحياه
الذي به قامت حياته ربانية رحمانية الهية سبوحية قدوسية 
وهذه المعرفة لا يمكن ان تترجم عنها العبارات ولا تتسع لها اللغات ولا الكلمات
وانما هي من عالم الذوق والشهود 
لان للروح والقلب خاصية ما ليس لسواه
ولذلك اراد معرفة شهود 
وليس هذا الشهود خارج اطاره 
بل حتى يكون مرآة صافية نقية صقيلة
ليكون مجلاه
اي هو الذي يظهر في مرآة صورته جلية
اخلاقا وادابا 
وكل ما كساه من حلل المهابة والجلال والجمال والعزة والكرامة
واصير بها مجلاه 
هؤلاء الربانيون الذين عرفوا حكمة الله ومراده من بعثة النبي ورسله الكرام
غايته ان يعرف
ولا تتأتى المعرفة الا به 
لذلك كانت الرسل امثلة لنور الله العظيم 
معرفة شهودية ذوقية علمية قلبية
واصير بها مجلاه كما يحبه ويرضاه 
كما..... )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لحضرة مولانا العارف بالله الأستاذ الدكتور عبد الجليل عبد الرحيم العبادلة 
ــــــــــــــــــــــــ
‏Nermeen Nermeen‏ إلى قوت القلوب و شفا الأرواح
ــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله

عن الكاتب

ناجح رسلان

التعليقات



الإشراقات المحمدية تحت اشراف فضيلة العلامة الشيخ فراج يعقوب حفظه الله

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

الإشراقات المحمدية