تحت اشراف فضيلة العلامة الشيخ فراج يعقوب حفظه الله
recent

جديد

recent
random
جاري التحميل ...

صلاة سيدي إبراهيم الدسوقي رضى الله عنه



اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى الذَّاتِ الْمُحَمَّدِيَّةِ، اللَّطِيفَةِ الْأَحَدِيَّةِ، شَمْسِ سَمَاءِ الْأَسْرَارِ، وَمَظْهَرِ الْأَنْوَارِ، وَمَرْكَزِ مَدَارِ الْجَلَالِ، وَقُطْبِ فَلَكِ الْجَمَالِ، اللَّهُمَّ بِسِرِّهِ لَدَيْكَ وَبِسَيْرِهِ إِلَيْكَ، آمِنْ خَوْفِي وَأَقِلْ عَثْرَتِي وَأَذْهِبْ حُزْنِي وَحِرْصِي، وَكُنْ لِي وَخُذْنِي إِلَيْكَ مِنِّي وَارْزُقْنِي الْفَنَاءَ عَنِّي، وَلَا تَجْعَلْنِي مَفْتُونَاً بِنَفْسِي مَحْجُوباً بِحِسِّي، وَاكْشِفْ لِي عَنْ كُلِّ سِرٍّ مَكْتُومٍ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ.

منزه عن شريك في محاسنه : يا نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
ـــــــــــــــــــــــــ
(ثم شرع المؤلف في صلاة سيدي إبراهيم الدسوقي بحر الحقيقة والشريعة نفعنا الله به فقال :
(اللهم صل على الذات المحمدية) أي المسماة بهذا الاسم أزلا
وفيه نسبة المسمى إلى الاسم 
وسميت بذلك لكونها 
أكثر المخلوقين 
حامدية
ومحمودية
(اللطيفة) ضد الكثيفة
ووصفت بذلك لكونها نورانية
(الأحدية) أي العديمة المثيل والنظير والشبيه
في الذات والصفات من سائر المخلوقين
كما قال البوصيري:
منزه عن شريك في محاسنه * فجوهر الحسن فيه غير منقسم )
ـــــــــــــــــــــــــ


شَمْسِ سَمَاءِ الْأَسْرَارِ، وَمَظْهَرِ الْأَنْوَارِ : يا نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
ـــــــــــــــــــــــــ
((شمس) أي نور
(سماء الأسرار) أي الأسرار الشبيهة بالسماء 
فهو شمسها 
أي نورها 
أي كاشفها 
كما تكشف الشمس ما كان مخبأ
وإنما شبهت الأسرار بالسماء
لبعدها عن الإدراك 
(ومظهر الأنوار) أي
محل ظهور الأنوار الحسية والمعنوية
كما تقدم لك في حديث جابر . )
ـــــــــــــــــــــــــ


مَرْكَزِ مَدَارِ الْجَلَالِ ، وَقُطْبِ فَلَكِ الْجَمَالِ : يا نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
ـــــــــــــــــــــــــ
((ومركَِز) بكسر الكاف كمسجد 
موضع الثبوت كما في المصباح 
وينقاس فيه الفتح لأنه من باب قتل
(مدار) أي محل دوران
(الجلال) عبارة عن العظمة والكبرياء
فقد شبه تجلى الجلال بفلك يدور حول مركزه 
وطوى ذكر المشبه به
ورمز له بشيء من لوازمه 
وهو مدار
فإثباته تخييل
والمركز ترشيح 
(وقطب) هو ما يدور عليه غيره كالمركز 
(فلك الجمال) من إضافة المشبه به للمشبه 
والقطب ترشيح له 
والجمال عبارة عن تجلي الحق
بالرحمة
واللطف 
والإحسان
والمعنى المراد هنا
أن المصطفى صلى الله عليه وسلم جعله الله 
مهبطًا للتجلي الجلالي
والجمالي 
فكل جلال في الخلق
واصل من جلاله
وكل جمال في الخلق
واصل من جماله )
ـــــــــــــــــــــــــ
شرح الصلوات الدرديرية لمولانا الصاوي رضي الله عنهما

مقيل العثرات , ومفرج الكربات : يا نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
ـــــــــــــــــــــــــ
( (اللهم) أي يا الله أقسم عليك 
(بسره لديك) أي بروحه عندك
(وبسيره إليك) أي توجهه وقصده لذاتك العلية
(آمن خوفي) أي أعقب خوفي من هول الدنيا والآخرة ومن كل سوء أمنا
بحيث أكون من عبيدك الخواص الذين قلت فيهم
{ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون } { لا يحزنهم الفزع الأكبر}
(وأقل عثرتي) أي سامحني واعف عني في زلاتي الشبيهة بالسقوط الحسي
فالعثْرة بالسكون السقوط في الشيء ويجمع على عثَرات بالفتح
(وأذهب حزني) هو ضد السرور
(وحرصي) أي رغبتي فيما سواك 
(وكن) أي كن معينا ومغيثا 
(لي) في مهمات الدين والدنيا والآخرة . )
ـــــــــــــــــــــــــ
شرح الصلوات الدرديرية لمولانا الصاوي رضي الله عنهما

خُذْنِي إِلَيْكَ مِنِّي وَارْزُقْنِي الْفَنَاءَ عَنِّي : يا نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
ـــــــــــــــــــــــــ
( (وخذني إليك مني) أي غيبني بك عن حسي
بحيث تجعلني مشاهدا لأحديتك
فأكون فانيا عن نفسي وغيري
فلذلك قال : 
(وارزقني الفناء عني) بحيث لا أرى فعلا ولا صفة ولا ذاتاً 
وهذا هو مقام السكر
لكن لما كان خطره عظيما 
طلب الانتقال عنه إلى مقام البقاء 
حيث طلب ما يلزمه بقوله :
(ولا تجعلني مفتونا بنفسي) أي بمشاهدتها من غير شهودك قبلها 
لأنه مقام المحجوبين 
وقال بعض العارفين: 
رؤيتك نفسك ذنب لا يقاس به ذنب.
وقال داود عليه السلام :
كيف الوصول إليك يا رب ؟
قال :
خل نفسك وتعال .
(محجوبًا بحسي) أي ولا تجعلني محجوبا بحواسي ومشاعري من عقل وسمع وبصر وشم وذوق
بحيث أشاهدها من غير شهودك قبلها 
ومن هنا قال العارفون: 
لا يكمل العبد حتى يرى الله في كل شيء. )

(يا حي يا قيوم) لِمَ خص هذين الاسمين ؟ : يا نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
ـــــــــــــــــــــــــ
( ولما كان بعد الكمال من العبد 
العطايا من الرب 
قال :
(واكشف لي
عن كل سر مكتوم) 
أي من الأسرار التي تليق 
بغير الأنبياء
(يا حي يا قيوم) 
خص هذين الاسمين 
لما قيل :
إنهما 
اسم الله الأعظم. )
ـــــــــــــــــــــــــ
شرح الصلوات الدرديرية لمولانا الصاوي رضي الله عنهما

عن الكاتب

ناجح رسلان

التعليقات



الإشراقات المحمدية تحت اشراف فضيلة العلامة الشيخ فراج يعقوب حفظه الله

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

الإشراقات المحمدية