تحت اشراف فضيلة العلامة الشيخ فراج يعقوب حفظه الله
recent

جديد

recent
random
جاري التحميل ...

سر الحجر الذي شده على بطنه سيد البشر


سر الحجر ,الذي شده على بطنه سيد البشر, صلى الله عليه وآله وسلم :
ــــــــــــ
(وشدَّ مِنْ سَغَبٍ أحشاءهُ وَطَوَى * مَع أنَّ كُلَّ الدُّنَا مِنْ فَيْضِهِ العَمَمِ
أحجَارُ عَدْنٍ لَه قَد أُهْبِطَتْ فَزَوَى* تحتَ الحجارة ِ كشحاً مترفَ الأدمِ )
------
قال صاحب التشطير مولانا الشيخ أحمد بن شرقاوى رضى الله عنه فى تقييده عليه :
قوله :  أحجَارُ عَدْنٍ .... الخ ) قال العلامة الحلوانى فى مواكبه : 
ومنها : اى الاشياء التى اهبطت مع آدم عليه السلام الحجر الذى ربطه نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ، ذكره بعضهم . )

كأن عيال الناس طرا عياله صلى الله عليه وآله وسلم :
 وروى أبو نعيم وابن عساكر عن حصين بن يزيد الكلبي رضي الله تعالى عنه قال: " ربما شد رسول الله صلى الله عليه وسلم على بطنه الحجر من الجوع"
ويرحم الله تعالى الإمام ابن جابر حيث قال: 
طوى كشحه تحت الحجارة من طوى * وإحسانه ما قل منه مثال
كأن عيال الناس طرا عياله * فكلهم مما لديه يعال
يبيت على فقر، ولو شاء حولت * له ذهبا محضا ربي وجبال
وما كانت الدنيا لديه بموقع * فقد صرمت فيها لديه حبال
رأى هذه الدنيا سريعا زوالها * فلم يرض شيئا يعتريه زوال
لعمرك ما الأعمار إلا قصيرة * ولكن آمال الرجال طوال
أتته مفاتيح الكنوز فردها * وعافت يمين مسها وشمال 
وكان يفيض المال بين عفاته * كما فضت الترب المهال شمال
فما كان للمال الشديد بمائل * وكم غر أرباب العقول فمالوا
به فرج الله المضايق كلها * وبان حرام للورى وحلال
فأنصف مظلوما وأمن خائفا * وأغنم محتاجا ونعم مآل 
بشير نذير صادق القول صادع * لكل كلام جاء عنه كمال 
بليغ يصوغ القول كيف يريده * لكل مقام ينتحيه مقال
جميل جليل مانح غير مانع * عليه وقار ظاهر وجلال
إذا أبصرته العين هابت فلم تكن * لتملأ منه العين حين تجال
شفيع رفيع ناصر ناصح لنا * رحيم رحيب العفو حين ينال 
حبيب إلى رب الأنام محبب * إلى الخلق إلا من لديه ضلال 
لقد شهدت حتى الوحوش ببعثه * وصدق ذيب قوله وغزال
وكان مصونا بالغمام مظللا * إذا الناس مالوا للظلال وقالوا )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سبل الهدى والرشاد

انظروا كيف جاعت الزهراء وأبوها والصديق والفاروق ! هل أنتم أكرم على الله منهم ؟ .صلوا عليه صلى الله عليه وآله وسلم :
وروى مسلم والأربعة عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، والبزار، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه 
وابن حبان عن ابن عباس 
وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما،
والطبراني عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه 
:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم، 
فإذا هو بأبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، 
فقال: 
(ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة ؟)
قالا:
الجوع يا رسول الله،
قال:
(والذي نفسي بيده، لأخرجني الذي أخرجكما، فقوما)،
فقاما معه،
فأتى منزل أبي أيوب الأنصاري،
وقال ابن عمر 
منزل أبي الهيثم بن التيهان،
فلما انتهو إلى داره 
قالت امرأته:
مرحبا بنبي الله، وبمن معه،
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(أين أبو أيوب ؟) 
فقالت امرأته: 
يا نبي الله يأتيك الساعة،
انطلق يستعذب الماء،
فجاء أبو أيوب رضي الله تعالى عنه،
فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
الحمد لله، ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني 
فانطلق فقطع عذقا،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (
ما أردت تقطع لنا هذا 
ألا اجتنيت لنا من تمره ّ!! )، 
قال: أحببت يا رسول الله أن تأكلوا من تمره، وبسره، ورطبه،
ثم أخذ المدية، 
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياك والحلوب)،
فذبح لهم
، فشوى نصفه،
وطبخ نصفه،
فلما وضع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، 
أخذ من الجدي، فجعله في رغيف،
وقال: 
(يا أبا أيوب 
أبلغ بهذا فاطمة 
لأنها لم تصب مثل هذا منذ أيام )،
فذهب به أبو أيوب إلى فاطمة
فلما أكلوا وشبعوا،
قال النبي صلى الله عليه وسلم: 
(إن هذا لهو النعيم الذي تسألون عنه،
قال الله تعالى: (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم) [ التكاثر 8 ]
فهذا النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة)،
فكبر ذلك على أصحابه،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، 
(إذا أصبتم مثل هذا فضربتم بأيدكم فقولوا باسم الله،
فإذا شبعتم فقولوا الحمد لله الذي هو أشبعنا، وأنعم علينا وأفضل،
فإن هذا كفاف لهذا) 
فأخذ عمر رضي الله تعالى عنه العذق فضرب بها الأرض حتى تناثر البسر،
ثم قال: يا رسول الله وإنا لمسؤولون عن هذا يوم القيامة ؟
قال: 
(نعم، إلا من ثلاث:
كسرة يسد بها الرجل جوعته،
أو ثوب يستر به عورته،
أو جحر يدخل فيه من القر والحر) )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سبل الهدى والرشاد

رد العلماء على الحافظ ابن حبان رحمه الله في إنكاره أحاديث شد الحجر على بطنه صلى الله عليه وآله وسلم :
ــــــــــــ
( أنكر الإمام الحافظ أبو حاتم بن حبان رحمه الله تعالى هذه الأحاديث التي في شده صلى الله عليه وسلم الحجر على بطنه
عند كلامه على قوله صلى الله عليه وسلم: (لست كأحدكم، إني أطعم وأسقى)،
قال:
لأن الله تعالى كان يطعم رسوله، ويسقيه إذا واصل، فكيف يتركه جائعا حتى يحتاج إلى شد الحجر على بطنه ؟ ثم قال: وماذا يغني الحجر من الجوع ؟ ثم ادعى أن ذلك تصحيف ممن رواه، وإنما هي الحجز بالزاي جمع حجزة،
قال الإمام الخطابي رحمه الله تعالى: قد أشكل الأمر في شده الحجر على البطن من الجوع على قوم، فتوهموا أنه تصحيف، وزعموا أنه الحجز - بضم الحاء وفتح الجيم، بعدها زاي - جمع الحجزة، وهي التي يشد بها الوسط، ومن أقام بالحجاز، وعرف عادتهم، عرف أن الحجر واحد الحجارة، وذلك أن المجاعة تعتريهم كثيرا، فإذا خوى البطن لم يمكن معه الانتصاب، فيعمل الشخص حينئذ إلى صفائح رقاق في طول الكف، أو أكثر، فيربطها على بطنه، ويشدها بعصابة فوقها، فتعتدل قامته بعض الاعتدال، والاعتماد بالكبد على الأرض مما يقارب ذلك،
قال الحافظ رحمه الله تعالى:
قد أكثر الناس من الرد على ابن حبان في جميع ذلك،
فأبلغ ما يرد به عليه أنه أخرج في صحيحه حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: 
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأى أبا بكر، وعمر رضي الله تعالى عنهما فقال: (ما أخرجكما ؟) قالا: ما أخرجنا إلا الجوع، فقال: (أنا والذي نفسي بيده ما أخرجني إلا الجوع)، الحديث،
فهذا يرد ما تمسك به،
وأما قوله: (وما يغني الحجر من الجوع ؟) 
فجوابه: أنه يقيم الصلب، لأن البطن إذا خلا ربما ضعف صاحبه على القيام لانثناء بطنه، فإذا ربط عليه الحجر اشتد، وقوي صاحبه على القيام، حتى قال بعض من وقع له ذلك: كنت أظن أن الرجلين تحملان البطن، فإذا البطن هو الذي يحمل الرجلين.
وقال الحافظ رحمه الله تعالى في موضع آخر من الفتح:
قال العلماء رحمهم الله تعالى:
فائدة شد الحجر المساعدة على الاعتدال، وعلى الانتصاب، والمنع من كثرة التحلل من الغثاء الذي في البطن، يكون الحجر بقدر البطن، فيكون الضعف أقل، أو لتقليل حرارة الجوع، ببرد الحجر، أو كان فيه إشارة إلى كسر النفس.
قلت وسيأتي الكلام على حديث: إني لست كأحدكم، إني أطعم وأسقى، في باب وصاله من أبواب صيامه،
ويدل على أن شد الحجر على بطن من عادة العرب، ما رواه الإمام أحمد، والبخاري، عن عبد الله بن عتيق قال:
أقمت مع أبي هريرة رضي الله تعالى عنه سنة، فقال: لو رأيتنا، وإننا ليأتي على أحدنا الأيام ما يجد طعاما يقيم به صلبه، حتى إن كان أحدنا ليأخذ الحجر فيشد به على أخمص بطنه، ثم يشده بثوبه، ليقيم به صلبه.
قلت:
وروى أبو داود الطيالسي عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: أصابني جوع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شددت على بطني حجرا...الحديث.
وروى الحارث بن أبي أسامة عن عامر بن ربيعة رضي الله تعالى عنه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية نخلة ومعنا عمرو بن سراقة، وكان رجلا لطيف البطن طويلا، فجاع،
فانثنى صلبه، وكان لا يستطيع أن يمشي، فسقط علينا، فأخذنا صفحة من حجارة فربطناها على بطنه، ثم شددنا إلى صلبه، فمشى معنا، فجئنا حيا من العرب، فضيفونا، فمشى معنا، قال:
كنت أحسب الرجلين تحملان البطن، فإذا البطن يحمل الرجلين . )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سبل الهدى والرشاد

عن الكاتب

ناجح رسلان

التعليقات



الإشراقات المحمدية تحت اشراف فضيلة العلامة الشيخ فراج يعقوب حفظه الله

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

الإشراقات المحمدية