تحت اشراف فضيلة العلامة الشيخ فراج يعقوب حفظه الله
recent

جديد

recent
random
جاري التحميل ...

شرح المسبعات العشر للإمام الصاوي رضى الله عنه


نبذة عن سيدنا الخضر عليه السلام , مروية عن أئمة أعلام :
ــــــــــــــــ
( المسبعات العشر ) أي العشرة أشياء المسبعة
تروى عن الخضر عليه السلام
فإنه أهداها إلى أبى موسى إبراهيم بن زيد التيمي
ووصاه أن يقولها قبل طلوع الشمس وقبل الغروب
وقال : أعطانيها محمد صلى الله عليه وآله وسلم
كذا في الإحياء
وذكر فيه أيضا :
أن التيمي رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسأله عن ذلك
فقال : صدق الخضر
وسأله عن ثوابها ؟
فقال :
يغفر له جميع الكبائر التي عملها
ويرفع الله سبحانه وتعالى عنه غضبه و مقته
ويؤمر صاحب الشمال أن لا يكتب شيئا من السيئات إلى سنة
والذي بعثني بالحق نبيا
لا يعمل بهذا إلا من خلقه الله سعيداً
و لا يتركه إلا من خلقه الله شقياً . )
( والخضر بفتح الخاء المعجمة وكسر الضاد المعجمة
ويجوز إسكان الضاد مع كسر الخاء
أو فتحها
و إنما سمي به :
لأنه جلس على فروة بيضاء
فإذا هي تهتز من تحته خضراء
والفروة هي وجه الأرض
وكنيته :
أبو العباس
واسمه :
بَلْيا بن مَلْكان
و سمعت من بعض العارفين :
من عرف اسمه
واسم أبيه
وكنيته
دخل الجنة .
واختلف فيه :
قيل : إنه نبي
وقيل : إنه ولي
وعلى كل حال هو يتعبد بشرع نبينا من يوم بعثه الله
لقوله عليه الصلاة والسلام :
" لو كان موسى حيا لما وسعه إلا اتباعي "
ولنزول عيسى في آخر الزمان
ويعبد الله بشريعة نبينا .
قال شيخ مشايخنا السيد مصطفى البكري :
قال العلائي في تفسيره :
إن الياس والخضر عليهما السلام باقيان إلى يوم القيامة
فالخضر يدور في البحار يهدى من ضل فيها
و إلياس يدور في الجبال يهدى من ضل فيها
هذا دأبهما في النهار .
و في الليل يجتمعان عند سد يأجوج و مأجوج يحفظانه
و عن ابن عباس رضي الله عنهما :
يلتقي الخضر و إلياس في كل عام بمنى
فيحلق كل رأس صاحبه
ويفترقان عن هؤلاء الكلمات :
" بسم الله ما شاء الله لا يسوق الخير إلا الله
بسم الله ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله
بسم الله ما شاء الله ما كان من نعمة فمن الله
بسم الله ما شاء الله لا حول و لا قوة إلا بالله "
فمن قال هذه الكلمات حين يصبح وحين يمسي
أمن من الغرق والحرق والسرق والشيطان والحية والعقرب .
وأخرج بن عساكر :
أن الخضر والياس يصومان شهر رمضان في بيت المقدس
ويحجان في كل سنة
ويشربان من ماء زمزم شربة تكفيهما إلى مثلها من قابل
وذكر بعضهم :
أن الخضر ابن آدم من صلبه
وقيل : ابن حلقيا
وقيل : ابن قابيل بن آدم
و قيل : سبط هارون
وهو ابن خالة إسكندر ذي القرنين
ووزيره .
و من أعجب ما قيل إ نه من الملائكة
والأصح : أنه نبي
وهو حي عند الجمهور
لا يموت إلا آخر الزمان
إذا ارتفع القرآن
ويقتله الدجال
ثم يحييه
وإنما طالت حياته
لأنه شرب من ماء الحياة
و ليكذب الدجال . .
من المناوي على الجامع الصغير. )
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
شرح الصاوي على صلوات شيخه الدردير رضي الله عنهما
ــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم وفق أمة حبيبك صلى الله عليه وآله وسلم


نبذة عن الجزولي صاحب الدلائل رضي الله عنه :
ـــــــــــــــــــــــــ
( وتروى [المسبعات أيضا ] عن
سيدي محمد بن سليمان الجزولي )
صاحب دلائل الخيرات
وهو الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر ابن سليمان
الجزولي نسبة لجزولة
قبيلة من البربر بالسوس الأقصى
ولد رحمه الله تعالى بها
وطلب العلم بمدينة فاس
وبها ألف الدلائل
وسبب ذلك :
أنه حضره وقت صلاة
فقام يتوضأ
فلم يجد ما يخرج به الماء من البئر
فبينما هو كذلك
إذ نظرت إليه صبية من مكان عال
فقالت له : من أنت ؟
فأخبرها
فقالت :
أنت الرجل الذي يثني عليك بالخير
وتتحير فيما تخرج به الماء من البئر ؟!
و بصقت في البئر
ففاض ماؤها
حتى ساح على وجه الأرض
فقال الشيخ بعد أن فرغ من وضوئه :
أقسمت عليك بم نلت هذه المرتبة ؟ .
فقالت:
بكثرة الصلاة على من
كان إذا مشى في البر الأقـفر تعلقت الوحوش بأذياله
فحلف يمينا أن يؤلف كتابا في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وهو حسبي
و كان بارعا في العلوم العقلية والنقلية
ولما تلقى الطريقة الشاذلية مكث في الخلوة أربعة عشر عاما
ثم خرج للانتفاع به
ودفن بالسوس الأقصى عام ثمانمائة وسبعين في النصف الثاني من ربيع الأول
ثم بعد سبع وسبعين سنة من موته نقل إلى مراكش
فوجد كهيئته يوم دفنه
رضي الله عنه وعنا به
( وجاز أن يكون رواها عن الخضر عليه السلام )
لأن مثله لا يحجب عن خضر ولا غيره . )
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
شرح الصاوي على صلوات شيخه الدردير رضي الله عنهما
ـــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم وفق أمة حبيبك صلى الله عليه وآله وسلم

استفاضة في بيان توقيت وفوائد المسبعات للقاريء , وللمسلمين عامة :
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(وهى من الأحزاب المعدة لدفع أهوال الدنيا والآخرة )
جمع : هول . وهو كل أمر مخوف
كالاحتياج للخلق والفقر والعيلة وغلبة الدين وقهر الرجال
وشماتة الأعداء وعضال الداء وخيبة الرجاء
وفتن الليل والنهار
والزوجة السيئة وجار السوء
وقسوة القلب
وغير ذلك من مصائب الدنيا والدين والعِرض
وهذه أهوال الدنيا .
وأهوال الآخرة :
كحضور الفتانات عند الموت وميتة السوء
وفتنة القبر وعذابه
وهول الموقف وما يقع فيه من الشدائد والفضائح
وقت تطاير الصحف ووزن الأعمال والمرور على الصراط
و تفصيل ذلك لا يحد ولا يحصر
وهي منجية من ذلك كله
بفضل الله
فهي من جملة ما خصت به هذه الأمة دون سائر الأمم
( و هي من أوراد الطريق )
جمع : وِرد كحمل وأحمال
و هي الوظائف التي جعلوا لها أوقاتا بعينها
من قراءة أو ذكر أو صلاة على النبي أو غير ذلك
والطريقة عبارة عن العمل بالشريعة على الوجه الأحوط
بترك كل ريبة وكل ما لا يغني
( تقرأ صباحا ومساءً ) أي قبل طلوع الشمس وقبل غروبها
كما في الإحياء
( أو كل يوم مرة ) في المساء أو الصباح
لقوله تعالى : { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا }
قال الحسن: جعل أحدهما خلفا من الآخر
فان فات شيء من عبادة الله في أحدهما أدركه في الآخر
فانظر إلى رحمة من أمهلك بطاعته من وقت إلى وقت
فاجعل ما بقي من عمرك خلفا لما فات
قال صلى الله عليه وآله وسلم :
" اغتنم خمسا قبل خمس
فراغك قبل شغلك
و شبابك قبل هرمك
وصحتك قبل سقمك
وغناك قبل فقرك
وحياتك قبل موتك " .
( أو كل جمعة مرة ) قياسا على كثرة الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا اليوم
وهو يوم المزيد في الجنة
أي يوم المشاهدة
فمن اعتنى بيوم الجمعة وليلتها في الطاعة كان له حظ أوفر في الجنة من المشاهدة
( أو كل سنة مرة ) قياسا على قيام رمضان كل عام فإنه مطهرة من الذنوب
( ومن فوائدها :
زوال الحقد ) وهو الانطواء على العداوة والبغضاء لعباد الله جل جلاله
(و) زوال (الحسد من القلب ) وهو تمني زوال نعمة الغير عنه
وهذان الوصفان سب طرد إبليس عن رحمة الله
لأنه يتسبب عنهما كل فاحشة ظاهرية وباطنية
فحيث زالا عن شخص سعد في الدنيا والآخرة
( وأحب عباد الله آلي الله أنفعهم لعياله)
كما قال صلى الله عليه وآله وسلم :
" الخلق عيال الله , وأحب عباد الله أنفعهم لعياله "
(ولا شك أنها) أي المسبعات
( اشتملت على الدعاء لعباد الله المؤمنين دنيا وأخرى ) )
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
شرح الصاوي على صلوات شيخه الدردير رضي الله عنهما
ــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم وفق أمة حبيبك صلى الله عليه وآله وسلم


فضائل الخمس الأُوَل من المسبعات العشر :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( وهى) أي : المسبعات العشر :
(الفاتحة) هذه هي الأولى
وتسمى بأسماء كثيرة منها
السبع المثاني وأم القرآن
وقدمها لأنها أم القرآن
وتعدله في الثواب
كما ورد
وذكر التيمي : أن من لازم قراءة الفاتحة أزال الله عنه الكسل والغل والحسد وجميع آفات النفس .
وفي الحديث : " هي الشفاء من كل داء "
وروى :
" من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ فاتحة الكتاب ثم قال آمين
لم يبق ملك من السماء مقرب إلا استغفر له "
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
" بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
إذ أتاه ملك فقال :
" أبشر بنورين أوتيتهما
لم يؤتهما نبي قبلك
فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة "
(و) الثانية (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)
وقدمها لان الوسواس أعظم المصائب
ولذلك قال العارفون :
الوسواس لا يعتري إلا من كان معه خبل في عقله أو شك في دينه
(وَ) الثالثة (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ)
روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انه قال :
" لقد أنزلت علي سورتان ما أنزل مثلهما
وانه لن يقرأ أحد سورتين أحب ولا أرضى عند الله منهما "
يعني المعوذتين .
وعن عقبة بن عامر قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
" يا ابن عامر
ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون ؟
قلت : بلى يا رسول الله
قال:
" قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس " .
وعن أبي سعيد الخدري قال :
كان صلى الله عليه وآله وسلم يتعوذ من عين الجان ومن عين الإنس
فلما نزلت سورتا المعوذتين
أخذ بهما وترك ما سواهما
وأخرت عن {الناس } لأن التحصن بها أعم
(و) الرابعة (الإخلاص) أي سورة الإخلاص
قالت اليهود للنبي صلى الله عليه وآله وسلم :
انسب لنا ربك
فنزل : قل هو الله أحد إلى آخرها
ولما كانت أصل التوحيد وخالصه قدمت على ما بعدها
وورد أنها تعدل ثلث القرآن
وأن من قرأها مئة ألف مرة فقد اشترى نفسه من الله
ونادى مناد من قبل الله تعالى جل جلاله في سمواته وأرضه :
ألا إن فلانا عتيق الله تعالى
فمن كان له قبله بضاعة فليأخذها من الله عز وجل
وقال صلى الله عليه وآله وسلم لبعض أصحابه :
" اقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين ثلاثا تكفيك من كل شيء "
وفي رواية :
" من قرأ قل هو الله أحد والمعوذتين ثلاث مرات إذا اخذ مضجعه
فإذا قبض قبض شهيدا
وإن عاش عاش مغفورا له "
وورد في ذلك فوائد لا تحصر
(و) الخامسة (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)
سبب نزولها أن رهطاَ من قريش قالوا : يا محمد اعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنه
فإن كان الذي جئت به خيرا أشركناك
وإن كان الذي بأيدينا خيرا أشركتنا
فقال صلى الله عليه وآله وسلم : " معاذ الله أن أشرك به غيره "
فنزلت عليه ردا عليهم
وفي الحديث :
أن من قرأها فكأنما قرأ ربع القرآن
وفيه :
" من قرأ قل يا أيها الكافرون ثم نام على خاتمتها فإنها براءة من الشرك "
وقال العارفون :
من داوم على قراءتها صباحا ومساءً
أمن من الشك
والشرك
وسوء الاعتقاد
وفي الحديث :
" من لقي الله بسورتين فلا حساب عليه " . )
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
شرح الصاوي على صلوات شيخه الدردير رضي الله عنهما
ــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم وفق أمة حبيبك صلى الله عليه وآله وسلم

ذكر بعض فضائل آية الكرسي : وهي سادس المسبعات العشر :
ـــــــــــــــــــــــــــ
(و) السادسة (آية الكرسي)
قال الشيخ عبد الرحمن الفاسي رحمه الله :
في نوادر الأصول :
" لقي جبريل موسى عليهما الصلاة والسلام
فقال جبريل :
إن ربك يقول 
من قال دبر كل صلاة مكتوبة
مرة واحدة
اللهم إني اقدم إليك بين يدي كل نفس ولمحة وطرفة يطرف بها أهل السموات وأهل الأرض
وكلِ شيء هو في علمك كائن أو قد كان أقدم لك بين يدي ذلك كله
{ الله لا اله إلا هو الحي القيوم إلى آخرها
فإن الليل والنهار أربع وعشرون ساعة
ليس منها ساعة
إلا ويصعد إلي منه فيها سبعون ألف ألف حسنة
حتى ينفخ في الصور
وتشتغل الملائكة " .
هكذا.
وروي أن
من قرأ آية الكرسي قبل خروجه من منزله لو تصبه مصيبة
ولم يمت حتى يعود إلى منزله
ومن فوائدها : أن من قرأها عدد حروفها
وهي مائة وسبعون حرفا
لا يطلب منزلة إلا وجدها
ولا يطلب رزقا أو سعة إلا نالها,
أو قضاء دين أو حصول فرج
أو خروجا من سجن أو غير ذلك من سائر الشدائد
إلا ويغاث بها
ومن قرأها عدد الرسل ثلاثمائة وثلاثة عشر
حصل له من الخير ما لا يقاس عليه .
قال النووي :
وما جمع قوم هذا العدد في حرب فغلبوا أبدا
وان سقي المبطون حروفها مقطعة أمسك بطنه عن الجريان
ومن كتبها عدد كلماتها وهى خمسون كلمة أدرك غرضه من عدوه وحاسده
وان كان للمحبة والألفة نال مقصوده
ومن داوم على قراءتها عدد فصولها وهى أربعة عشر عقب الصلوات
كان محبوبا للعالم العلوي والسفلي
ولم يزل في أمن من الله
وفي الحديث :
" من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت
ولا يواظب عليها إلا صديق أو عابد " .
وعن الحسن:
من قرأ آية الكرسي في دبر الصلاة المكتوبة
كان في ذمة الله إلى الصلاة الأخرى .
ويقرأ (كلا) من هذه السور
(سبع مرات) على هذا الترتيب
اتباعا للوارد
وان كان خلاف وضع التنزيل
وسئل شيخنا المؤلف عن حكمة التنكيس ؟
فقال :
إن فيه تقديما للتخلية عن التحلية
لأن في المعوذتين تحصنا من كل ضار
وهذه تخلية
وفي الصمدية وما بعدها ذكر التوحيد وشغل القلب به
وهذه تحلية . )
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
شرح الصاوي على صلوات شيخه الدردير رضي الله عنهما
ــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم وفق أمة حبيبك صلى الله عليه وآله وسلم

من فضائل الباقيات الصالحات , وهي السابعة من المسبعات العشر :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(ثم) يأتي بالسابعة
( يقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله ألا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) (سبعا)
وهذه الباقيات الصالحات التي قال الله تعالى في شأنها :
{ والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملاّ } .
على أحد التفاسير .
وهي غراس الجنة
فمعنى : سبحان الله : تنزيها لله جل جلاله عن كل نقص
ومعنى : الحمد لله : كل كمال ثابت لله جل جلاله
ومعنى : لا إله إلا الله : لا معبود بحق إلا الله جل جلاله
ومعنى : الله اكبر : منفرد بالعِظَم , وما سواه حقير
ومعنى لا حول ..إلخ : لا تحول عن معصية الله إلا بعصمة الله , ولا قوة على طاعة الله إلا بمعونة الله.
وعن الإمام أحمد بن حنبل عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
" أفضل الكلام : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أ كبر "
وهذا محمول على كلام الآدمي
وإلا فالقرآن أفضل من التسبيح والتهليل المطلق
وأما المأثور في وقت أو حال
فالاشتغال به أفضل .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم :
" لقيت إبراهيم عليه السلام ليلة اسري بي فقال :
يا محمد
أقرئ أمتك مني السلام
وأخبرهم
أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء
وأنها قيعان
وأن غراسها :
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر " .
وذكر ابن أبي الدنيا بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال :
" من قال في كل يوم :
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
مائة مرة
لم يصبه فقر أبدا "
ومن عظيم فضل هذه الباقيات الصالحات
أمر المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم عمه العباس رضي الله عنه
بصلاة التسابيح
وجعلها أهل الطريق من أورادهم المهمة . )
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
شرح الصاوي على صلوات شيخه الدردير رضي الله عنهما
ــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم وفق أمة حبيبك صلى الله عليه وآله وسلم

شرح مستفيض , في الصلاة الإبراهيمية على صاحب الجاه العريض .
 وذكر بعض فضائلها. وهي الثامنة من المسبعات العشر :
ــــــــــــــــــ
(ثم) الثامنة
(اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد سبعاً)
فمعنى " اللهم " :
يا الله الجامع لجميع الأسماء والصفات
والميم عوض عن حرف النداء
ولا يجتمعان إلا في الشعر شذوذاً
قال ابن مالك :
والأكثر اللهم بالتعويض * وشذ يا اللهم في القريض
وقوله " صلِّ "
أي
اجعل رحمتك المقرونة بالتعظيم والتكريم والتفخيم
دائمة عليه بين أهل الدنيا والآخرة
في العالم العلوي والسفلي
نازلة عليه من سماء علاك
ولذا تعدى بعلى على ألسنة الفصحاء
وقولهم :
إن على للمضرة
محله إذا وقعت في محل قابل للام
كقوله تعالى : { لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ }
وأما عنوان الصلاة
فهو نظير قوله تعالى : { قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا }
ولما أمر الله عباده بالصلاة عليه
ولا قدرة لهم على جلب خير لأنفسهم
فضلا عن غيرهم
كفى في خروجهم من عهدة التكليف : طلبهم من الله أن يصلي عليه
فلذلك كانت الصلاة من الله : إنعامه ,
ومن غيره : الطلب من الله جل جلاله
و يشرفون بذلك في الدنيا والآخرة
فضلاً من الله ونعمة على عباده
وقوله : " محمد "
هو علم على ذاته صلى الله عليه وآله وسلم
وخص من بين الأسماء
لأنه أشرفها وأعظمها
ولذلك قرن بكلمة التوحيد
وهو منقول من اسم مفعول الفعل المضعف
وهو أبلغ جميع الأسماء التي اشتقت من هذه المادة
لأن المحمد في اللغة : هو الذي يحمد حمداً بعد حمد
لأن الصيغة تقتضي التكرار
فهو اسم مطابق لذاته ومعناه
أن ذاته محمودة على ألسنة العالم
من كل الوجوه
حقيقة
وأوصافاً
وأخلاقاً
وأعمالاً
وأحوالاً
وعلوماً
وأحكاماً
فهو محمد في الأرض والسماء
والدنيا والآخرة
فهو صلى الله عليه وآله وسلم خير من حَمد , وأفضل من حُمد
وكيف لا
ولواء الحمد بيده
وهو صاحب المقام المحمود
وقد سماه الله بهذا الاسم قبل أن يخلق الخلق بألفي عام
وقد سماه جده عبد المطلب بسبب رؤيا كان رآها في المنام
كأن سلسلة من فضة خرجت من ظهره
لها طرف في السماء وطرف في الأرض
وطرف بالمشرق وطرف بالمغرب
ثم عادت كأنها شجرة
على كل ورقة منها نور
فإذا أهل المشرق والمغرب
كأنهم يتعلقون بها.
فقصَّها
فعُبِّرَتْ له
بمولود يكون من صلبه
يتعلق به أهل السماء والأرض
وقد سمعت أمه قائلاً يقول لها :
إنك حملت بسيد هذه الأمة
فإذا وضعتيه فسميه محمداً.
و ( آله ) صلى الله عليه وآله وسلم
هم الذين حرمت عليهم الزكاة
ويطلق على الأتقياء من أمته
لقوله صلى الله عليه وآله وسلم :
" آل محمد كل تقي "
وقوله " كما صليت "
الكاف للتشبيه و ما مصدرية
فالمشبه به الصلاة بمعنى المصدر
أو موصولة
فالمشبه به الصلاة بمعنى المفعول
وجملة " صليت " صلة الموصول
و " إبراهيم " هو خليل الله
ومعناه الأب الرحيم
وهناك سؤال و هو
أن المشبه بالشيء لا يكون أعلى بل أدنى أو مساوٍ
ومن المقرر أن الصلاة على نبينا أفضل
وقد أجابوا عن ذلك بأجوبة كثيرة
منها :
أن القاعدة أغلبي
كما في قوله تعالى { مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ } الآية
ومنها
إنما قيل ذلك لتقدم الصلاة على إبراهيم عليه السلام
أي كما تقدمت منك الصلاة على إبراهيم
فصل على محمد بطريق الأولى
والتشبيه إنما هو لأصل الصلاة بأصل الصلاة
لا تقدر بالقدر
فهو كقوله تعالى :{ إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح }
وقوله تعالى { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ }
وقوله تعالى { وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ } .
ومنها :
أنه قال ذلك تواضعاً وشرعة لأمته
ليكتسبوا بذلك الفضل والثواب .
وغير ذلك من الأجوبة التي ذكرها شراح الدلائل .
والمراد بآل إبراهيم : أتباعه وذريته المؤمنون أنبياء وغيرهم
فيشمل أولاد صلبه وجميع أنبياء بني إسرائيل
وهو معنى قوله تعالى { رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ } .
ومعنى " بارك " : أفض خيرات الدارين ,
وأدم ما أعطيته من التشريف والكرامة
و أدم ذكره وشريعته
لأن البركة هي زيادة الخير في الشيء
ومعنى : " في العالمين " :
اجعل الصلاة منتشرة عليه في جميع الخلق كما جعلتها على إبراهيم
و " حميد " فعيل بمعنى مفعول أي محمود لأن عباده حمدوه
أو
بمعنى فاعل أي حامد لأنه الحامد لنفسه و للمطيعين من عباده
و " مجيد " من المجد وهو الشرف والرفعة وكرم الذات و الفعال
والمعنى :
إنك أهل الحمد والفعل الجميل والكرم والفضل
فأعطنا سؤلنا
وهذه الصيغة أخرج حديثها مالك في الموطأ
و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي
عن أبي مسعود الأنصاري البدري رضي الله عنه قال :
أتانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ونحن في مجلس سعد بن عبادة
فقال بشير بن سعد :
أمرنا الله إن نصلي عليك يا رسول الله
فكيف نصلي عليك ؟
قال :
فسكت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
حتى تمنينا أنه لم يسأله
ثم قال تلك الصيغة "
وقد وردت بأوجه مختلفة
كما ذكرها صاحب الدلائل
وتسمى الإبراهيمية
وليس فيها لفظ سيادة
فمن أراد الاقتصار على الوارد تركها
وهو الأولى عند مالك وأصحابه
وروى البخاري في كتبه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال :
" من قال هذه الصلاة شهدت له يوم القيامة بالشهادة, وشفعت له "
وهو حديث حسن
ورجاله رجال الصحيح
وذكر بعضهم
أن قراءتها ألف مرة
توجب رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم . )
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
شرح الصاوي على صلوات شيخه الدردير رضي الله عنهما
ــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم وفق أمة حبيبك صلى الله عليه وآله وسلم

فوائد نافعة , في المسبع التاسعة , من المسبعات العشر :
ـــــــــــــــــــــــــــ
(ثم يقول) التاسعة من المسبعات
وهي :
(اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات .
سبعاً)
هذا دعاء بالمغفرة
وهي كما في النهاية :
إلباس الله العفو للمذنبين
وقال الحافظ ابن رجب في شرح الأربعين النووية :
هي وقاية شر الذنوب مع سترها

وهذا الدعاء مستجاب

لا سيما إن خرج من قلب منكسر

لأن فيه عموماً

والدعاء إذا عم كان للإجابة أقرب

فإذا صحبته توبة كان تاماً موجباً للمغفرة قطعاً

لما ورد عن ابن عباس مرفوعاً :

" التائب من الذنب كمن لا ذنب له " .

وقال صلى الله عليه وآله وسلم في حديث قدسي :

" ابن آدم

لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك. "

وقدم نفسه ثم والديه اعتناءً بالآكد

لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان كثيراً ما يفعل هكذا

والمراد من المسلمين والمؤمنين والمسلمات والمؤمنات : شيء واحد

كناية عن التعميم

(فائدة) ذكر الشيخ أبو الحسن الشاذلي

أنه اجتمع بالخضر وقال له :

" من قال عقب كل صلاة ثلاث مرات :

اللهم أصلح أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم

اللهم ارحم أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم

اللهم اغفر لأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم

اللهم استر أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم

كتب من الأبدال " . )

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

شرح الصاوي على صلوات شيخه الدردير رضي الله عنهما

ــــــــــــــــــــــــــــــ

اللهم وفق أمة حبيبك صلى الله عليه وآله وسلم




درر فاخرة , في شرح المسبعة العاشرة , من المسبعات العشر :

ــــــــــــــــــــــــ

(ثم يقول) العاشرة من المسبعات وهي

(اللهم افعل بي وبهم عاجلاً وآجلاً في الدين الدنيا والآخرة ما أنت له أهل ,ولا تفعل بنا يا مولانا ما نحن له أهل إنك غفور حليم جواد كريم رؤوف رحيم

سبعاً

فهذه عشر).

العاجل في الوقت : الحاضر ,

والآجل : ضده

وهو بالمد .

و الدين : ما يتدين به وهو الأحكام الشرعية

ويقال لها ملة لأنها أمليت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم

وشِرعة لإنهاء مشروعة

فالثلاثة متحدة بالذات , مختلفة بالاعتبار

والدنيا : قيل ما على وجه الأرض من الهواء والجو

وقيل : كل المخلوقات من الجواهر والأعراض الموجودة قبل النفخة الثانية

ومبدأ الآخرة من النفخة الثانية إلى ما لا نهاية له

ولها أسماء كثيرة منها :

الساعة لوقوعها بغتة في ساعة في يوم جمعة في غير شهر معروف ولا سنة معروفة

قال تعالى { لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً }

أو

لسرعة حسابها

قال تعالى { وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ }

ومنها

القيامة لقيام الخلق من قبورهم إليها أو لقيام الناس لرب العالمين

ومنها

القارعة لأنها تقرع القلوب بأهوالها

ومنها

الحاقة أي الثابتة لأنها واجبة الحصول

ومنها

الواقعة لوقوع الأمر في ذلك اليوم

ومنها

الخافضة والرافعة لأنها تخفض أقواما وترفع آخرين

ومنها

الطامة أي الغالبة لكل شيء

ومنها

الصامة أي التي تصم الأذن فتورث الصمم

ومنها

الزلزلة لتزلزل القلوب والأقدام فيها

ومنها

يوم الفرقة لتفرقهم في الجنة والسعير

ومنها

اليوم الموعود لأن الله وعد فيه أقواما بالجنة و أوعد أقواماً بالهلاك

ومنها

يوم الحشر لجمع الخلائق فيه بعد فنائهم

ومنها

يوم العرض لعرض الأعمال فيه

ومنها

يوم المفر لقول الإنسان الكافر يومئذٍ أين المفر

ومنها

اليوم العسير لشدة الحساب فيه وزحمة بعضهم على بعض حتى يكون ألف قدم على قدم

وقيل سبعون ألف قدم على قدم

وتدنو الشمس من رؤوس الخلائق مقدار ميل وهو المرود الذي يكتحل به في العين

ويزاد في حرِّها بضع وتسعون ضعفاً

وحرارة الأنفاس وحرارة النار المحدقة بهم من كل جهة

وحولهم سبع صفوف من الملائكة

وغير ذلك مما تقصر عنه العبارة

أجارنا الله والمسلمين .

وقوله " ما أنت له أهل " أي مستحق له من الإكرام

قال تعالى { هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَة }

وفي دعائه صلى الله عليه وآله وسلم :

" أهل الثناء والمجد , أحق ما قال العبد "

وقال تعالى { إن الله يغفر الذنوب جميعاً }

وقال تعالى { نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم }

وهذه أوصافه مع المؤمنين سبحانه وتعالى

وقوله " ولا تفعل بنا ...الخ

قال تعالى { ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة }

وقال تعالى { ولو يؤاخذ الله الناس يظلمهم ما ترك عليها من دابة }

وقوله " إنك " استئناف بياني

نحو { إنه عليم بذات الصدور } .

والغفور هو الذي يغفر ذنوب العباد كبائر وصغائر

والحليم هو الذي لا يعجل بالعقوبة على من عصاه

والجوَاد بالتخفيف : ذو الجود والمدد والعطاء الذي لا ينفد

والكريم هو الموصوف بنعوت الجمال , ذو النوال قبل السؤال

والرؤوف ذو الرأفة وهي شدة الرحمة

والرحيم ذو الرحمة وهو المنعم بدقائق النعم

وفي هذه الأسماء من المناسبة للمطلوب ما لا يخفى

وفيه تعليم للإنسان بأنه يخاطب ربه بالاسم المناسب لمطلوبه

و هو من لطائف الدعاء

كدعاء أيوب عليه السلام حيث قال { أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين }

ودعاء يونس عليه السلام حيث قال { سبحانك إني كنت من الظالمين }

ودعاء سليمان عليه السلام حيث قال { إنك أنت الوهاب }

و دعاء زكريا عليه السلام حيث قال { وأنت خير الوارثين }

وبالجملة

فكل مقام له مقال . )

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

شرح الصاوي على صلوات شيخه الدردير رضي الله عنهما

ــــــــــــــــــــــــــــــ

اللهم وفق أمة حبيبك صلى الله عليه وآله وسلم




سبب اجتهاد القطب الدردير , في جعله تلاوة المسبعات العشر لعامة الجماهير :

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(تنيبه)

تقدم أن هذه المسبعات من أوراد الطريق

تقرأ قبل طلوع الشمس وقبل غروبها

ولكن شيخنا المؤلف قدس الله روحه

جعلها مطلقة

تقرأ مع الصلوات

في أي وقت

فإن كان قبل الشمس كانت أداء

وان كانت بعدها كانت قضاء

وجعلها ليلة الجمعة تقرأ مع الصلوات بعد العشاء

عقب ما تيسر من الذكر

وهذا اجتهاد منه في الطريق

وهو من كبار المجتهدين

وسمعته يقول :

هذه المسبعات

كان أهل الطريق يحصون بها

الخواص من المريدين

وإني لما رأيت الأهوال قد كثرت

والشرور قد تراكمت

والنجيب : من يموت على دينه

وضعتها عامة

يستعملها كل مسلم

كان من أهل الطريق أو لا .

رحمة بعباد الله

وهذا لرُسوخه رضي الله عنه وعنا به )

ـــــــــــــــــــــــــــ

للإمام الهمام العالم العامل و اللوذعي الكامل العارف بالله تعالى شيخنا و أستاذنا
معدن الشريعة و الحقيقة / الشيخ أحمد الصاوي المالكي الخلوتي رضي الله عنه وعنا به

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

اللهم تقبل أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم

عن الكاتب

ناجح رسلان

التعليقات



الإشراقات المحمدية تحت اشراف فضيلة العلامة الشيخ فراج يعقوب حفظه الله

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

الإشراقات المحمدية