اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ بَحْرِ أَنْوَارِكَ وَمَعْدَنِ أَسْرَارِكَ، وَلِسَانِ حُجَّتِكَ وَعَرُوسِ مَمْلَكَتِكَ، وَإِمَامِ حَضْرَتِكَ وَطِرَازِ مُلْكِكَ، وَخَزَائِنِ رَحْمَتِكَ وَطَرِيقِ شَرِيعَتِكَ، الْمُتَلَذِّذِ بِتَوْحِيدِكَ، إِنْسَانِ عَيْنِ الْوُجُودِ وَالسَّبَبِ فِي كُلِّ مَوْجُودٍ، عَيْنِ أَعْيَانِ خَلْقِكَ المُقًدَّمِ مِنْ نُورِ ضِيَائِكَ، صَلَاةً تَدُومُ بِدَوَامِكَ وَتَبْقَى بِبَقَائِكَ لَا مُنْتَهَى لَهَا دُونَ عِلْمِكَ، صَلَاةً تُرْضِيكَ وَتُرْضِيهِ وَتَرْضَى بِهَا عَنَّا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
صلاة نور القيامة: فضلها وسبب تسميتها ؟ : يا نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ـــــــــــــــــــــــــ
( ثم شرع المؤلف رضي الله عنه في صيغة
وجدت على حجر
بخط القدرة
وهي :
صلاة نور القيامة
وسميت بذلك
لكثرة ما يحصل لذاكرها
من الأنوار
في ذلك اليوم
وذكر بعض العارفين أن قراءتها تعدل أربعة عشر ألف صلاة .)
ـــــــــــــــــــــــــ
شرح الصلوات الدرديرية لمولانا الصاوي رضي الله عنهما
بَحْرِ أَنْوَارِكَ وَمَعْدَنِ أَسْرَارِكَ : يا نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
ـــــــــــــــــــــــــ
((اللهم صل على سيدنا محمد
بحر أنوارك) من إضافة المشبه به للمشبه
أي أنوارك الأُلى هي كالبحر
فجميع الخلائق تقتبس من الأنوار
كما يغترفون من البحر
قال البوصيري:
أنت مصباح كل فضل فما تصـــــ*ــــدر إلا عن ضوئك الأضواء
(ومعدن) بفتح الدال وكسرها أي مكان
(أسرارك) فعطفه على ما قبله من عطف الخاص على العام )
ـــــــــــــــــــــــــ
شرح الصلوات الدرديرية لمولانا الصاوي رضي الله عنهما
لِسَانِ حُجَّتِكَ وَطِرَازِ مُلْكِكَ : يا نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
ـــــــــــــــــــــــــ
((ولسان حجتك) أي دليلك فشبه الدليل بإنسان
وطوى ذكر المشبه به ورمز له بشيء من لوازمه وهو لسان
وطوى ذكر المشبه به ورمز له بشيء من لوازمه وهو لسان
(وعروس) مُزيّن
(مملكتك) أي ملكك دنيا وأخرى
(وإمام) أهل
(حضرتك) من ملائكة وأنبياء وأولياء
(وطراز) مُزين
(ملكك) كما يزين الطراز الثوب
(و) مفاتيح
(خزائن) أماكن
(رحمتك) انعاماتك دنيا وأخرى . أي فمفاتيحها بيده صلى الله عليه وسلم
(وطريق) أي الموصِّل لـ
(شريعتك) لأن الشرع ما جاءنا إلا منه صلى الله عليه وسلم . )
ـــــــــــــــــــــــــ
شرح الصلوات الدرديرية لمولانا الصاوي رضي الله عنهما
(المتلذذ بتوحيدك) : يا نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
ـــــــــــــــــــــــــ
( (المتلذذ بتوحيدك) أي :
ما جعلتَ لذته
إلا في
ذكرك
وشكرك
وشهودك
ومن هنا قال صلى الله عليه وسلم :
" جعلت قرة عيني في الصلاة "
و " لي وقت
لا يسعني فيه
غير
ربي " . )
ـــــــــــــــــــــــــ
شرح الصلوات الدرديرية لمولانا الصاوي رضي الله عنهما
(إِنْسَانِ عَيْنِ الْوُجُودِ وَالسَّبَبِ فِي كُلِّ مَوْجُودٍ ) : يا نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
ـــــــــــــــــــــــــ
((إنسان عين الوجود)
إنسان العين في الأصل ناظرها
ففي الكلام استعارة بالكناية
حيث شبه الوجود بإنسان ذي عين
والنبي ناظر تلك العين
وطوى ذكر المشبه به
ورمز له بلازمة وهو عين
وإنسان ترشيح
والمعنى
أن الوجود لولاه
لاتصف بالعمى
والمراد به العدم
لما في الحديث :
" لولاك ما خلقت سماءً ولا أرضًا
ولا إنسًا ولا جنًا ولا ملكًا " الخ
قال البوصيري:
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من * لولاه لم تخرج الدنيا من العدم
ولذلك قال :
(والسبب في كل موجود)
أي :
هو المادة لكل موجود
لأنهم مخلوقون من نوره
كما تقدم في حديث جابر )
ـــــــــــــــــــــــــ
شرح الصلوات الدرديرية لمولانا الصاوي رضي الله عنهما
( عَيْنِ أَعْيَانِ خَلْقِكَ ) : يا نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
ـــــــــــــــــــــــــ
((عين) خيار
(أعيان) أخيار
(خلقك) مخلوقاتك
أي :
فهو خيار الخيار
ويشهد له قوله صلى الله عليه وسلم :
" إن الله اصطفى كنانة
من ولد إسماعيل
واصطفى قريشا
من كنانة
واصطفى بني هاشم
من قريش
واصطفاني
من بني هاشم
فأنا
خيار
من خيار
من خيار . )
ـــــــــــــــــــــــــ
شرح الصلوات الدرديرية لمولانا الصاوي رضي الله عنهما