1 ـ محبة آل البيت لا تجدي نفعا إذا خالطها بغض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
ــــــــــــــــــــــــــــ
( إن أصحابه صلى الله عليه وآله وسلم قد صحبوه في السراء والضراء , ولازموه في الشدة والرخاء , وفدوه بالأموال والأرواح , وجالدوا أمامه بالسيوف والرماح , ووالوا من ولاه , وعادوا من عاداه , ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ,
وكانوا يحبون الخير لأقارب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من أقارب أنفسهم ,
هذا سيدهم أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه لما أسلم أبوه يوم الفتح , وهنأه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك قال: والله لإسلام أبي طالب كان أحب إلي من إسلامه , وما ذاك إلا لأني أعلم أنه أحب إليك يا رسول الله.
وهذا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لما أسلم العباس عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: والله لإسلامه أحب إلي من إسلام الخطاب لأنه أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وقد نال المهاجرين منهم في ابتداء الإسلام من معاداة قريش وأذاهم لهم وتعذيبهم إياهم بأنواع العذاب ما لا تثبت له الجبال الرواسخ , وهم مع ذلك لا يبغون بدين الله بدلا , ولا يصدهم عن محبة رسول الله صاد. )
2 ـ محبة آل البيت لا تجدي نفعا إذا خالطها بغض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
ــــــــــــــــــــــــــــ
( وقد نال المهاجرين منهم في ابتداء الإسلام من معاداة قريش وأذاهم لهم وتعذيبهم إياهم بأنواع العذاب ما لا تثبت له الجبال الرواسخ , وهم مع ذلك لا يبغون بدين الله بدلا , ولا يصدهم عن محبة رسول الله صاد.
ولا تنس الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار , فقد واسوه صلى الله عليه وآله وسلم والمهاجرين من أصحابه بأموالهم وفدوه بنفوسهم , حتى ظهر أمر الله تعالى , وانظر رحمك الله تعالى إلى جواب سيدهم سعد بن معاذ حين قال صلى الله عليه وآله وسلم قبيل وقعة بدر:" أشيروا علي ". فأجابه من المهاجرين أبو بكر وعمر والمقداد رضي الله تعالى عنهم فأحسنوا , فلم يقنع صلى الله عليه وآله وسلم بأجوبتهم وكرر قوله:" أَشِيرُوا عَلَيّ " ثلاث مرات. فقال سعد رضي الله تعالى عنه: وَاَللّهِ لَكَأَنّك تُرِيدُنَا يَا رَسُولَ اللّهِ؟ قَالَ " أَجَلْ " قَالَ: َقَدْ آمَنّا بِك وَصَدّقْنَاك، وَشَهِدْنَا أَنّ مَا جِئْتَ بِهِ هُوَ الْحَقّ، وَأَعْطَيْنَاك عَلَى ذَلِكَ عُهُودَا وَمَوَاثِيقَ عَلَى السّمْعِ وَالطّاعَةِ فَامْضِ , يَا رَسُولَ اللّهِ لِمَا شئت , فصل حبال من شئت، واقطع حبال من شئت، وعاد من شئت، وسالم من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت , وأعطنا ما شئت، وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت، وما أمرت به من أمر فأمرنا نتبع أمرك، فَوَاَلّذِي بَعَثَك بِالْحَقّ لَوْ اسْتَعْرَضْتَ بِنَا هَذَا الْبَحْرَ فَخُضْتَهُ لَخُضْنَاهُ مَعَك، مَا تَخَلّفَ مِنّا رَجُلٌ وَاحِدٌ , وَمَا نَكْرَهُ أَنْ نلْقَى عَدُوّنَا، إنّا لَصُبُرٌ عند الْحَرْبِ , صُدُقٌ عند اللّقَاءِ , ولَعَلّ اللّهَ يُرِيك مِنّا مَا تَقَرّ بِهِ عَيْنُك، فَسِرْ عَلَى بَرَكَةِ اللّهِ , فنحن عن يمينك وشمالك، وبين يديك وخلفك، ولا نكونن كالذين قالوا لموسى: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما متبعون.
وهذه في الحقيقة صفات الصحابة عموما المهاجرين والأنصار رضي الله تعالى عنهم أجمعين. )
3 ـ محبة آل البيت لا تجدي نفعا إذا خالطها بغض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
ــــــــــــــــــــــــــــ
( (تنبيه): قال الفخر الرازي:
قوله تعالي: {إِلاَّ المودة فِى القربى}. فيه منصب عظيم للصحابة رضوان الله تعالى عليهم , لأنه تعالى قال: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ. أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ}. فكل من أطاع الله كان مقرباً عند الله تعالى , فدخل تحت قوله {إِلاَّ المودة فِى القربى}.
والحاصل أن هذه الآية: تدل على وجوب حب آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحب أصحابه، وهذا المنصب لا يسلم إلا على قول أصحابنا أهل السنّة والجماعة الذين جمعوا بين حب العترة والصحابة، قال صلى الله عليه وآله وسلم قال:" مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ".
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:
" أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ".
ونحن الآن في بحر التكليف , وتضربنا أمواج الشبهات والشهوات. وراكب البحر يحتاج إلى أمرين: أحدهما السفينة الخالية من العيوب والثقب. والثاني: الكواكب الظاهرة الطالعة النيرة، فإذا ركب تلك السفينة ووقع نظره على تلك الكواكب , كان رجاء السلامة غالباً، فلذلك ركب أصحابنا أهل السنة سفينة حب آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم , ووضعوا أبصارهم على نجوم الصحابة , فرجوا من الله تعالى أن يفوزوا بالسلامة والسعادة في الدينا والآخرة ا هـ.
فمن فضائلهم رضوان الله تعالى عليهم بوجه العموم , قوله صلى الله عليه وسلم:" احفظوني في أصحابي وأصهاري , فمن حفظني فيهم حفظه الله في الدنيا والآخرة , ومن لم يحفظني فيهم تخلى الله عنه , ومن تخلى الله عنه أوشك أن يأخذه ".
وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " أكرموا أصحابي فإنهم خياركم ".
وروى مسلم قوله صلى الله عليه وآله وسلم:" لا تسبوا أحدا من أصحابي , فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا , ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ". )
4 ـ محبة آل البيت لا تجدي نفعا إذا خالطها بغض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
ــــــــــــــــــــــــــــ
(فائدة نفيسة): نقل الحافظ السيوطي عن الإمام السبكي رحمهما الله تعالى أن الخطاب في الحديث لمن أسلم بعد الفتح وقوله " أصحابي" المراد بهم: من أسلم قبل الفتح قال: ويرشد إليه قوله " لو أن أحدكم أنفق " الخ مع قوله تعالى: {لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا}.
الذي قال , ولا بد لنا من تأويله بهذا أو بغيره ليكون المخاطبون غير الأصحاب الموصى بهم قال: وسمعت شيخنا الشيخ تاج الدين بن عطاء الله يذكر في مجلس وعظه تأويلا آخر يقول لأن النبي صلى الله عليه وسلم له تجليات يرى فيها من بعده فيكون الكلام منه صلى الله عليه وسلم في تلك الجليات خطابا لمن بعده في حق الصحابة الذين قبل الفتح وبعده. ا هـ.
وقال عليه الصلاة والسلام:" إن الله اختارني واختار لي أصحابي , وجعل لي منهم وزراء وأنصارا وأصهارا , فمن سبهم فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين , لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ". رواه الطبراني.
وقوله: صرفا ولا عدلا: أي: فرضا ولا نفلا.
وعن بن عمر قال: لا تسبوا أصحاب محمد , فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عمره.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: " الله الله في أصحابي , لا تتخذوهم غرضا بعدي , فمن أحبهم فبحبي أحبهم , ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم , ومن آذاهم فقد آذاني , ومن آذاني فقد آذى الله , ومن آذى الله يوشك أن يأخذه ".
وعن جابر سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:" إن الناس يكثرون وأصحابي يقلون , فلا تسبوهم لعن الله من سبهم ".
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" إن أشد الناس عذابا يوم القيامة من شتم الأنبياء ثم أصحابي ثم المسلمين ".
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:" إذا أراد الله برجل من أمتي خيرا ألقى حب أصحابي في قلبه ". )
5 ـ محبة آل البيت لا تجدي نفعا إذا خالطها بغض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
ــــــــــــــــــــــــــــ
( وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" إن أشد الناس عذابا يوم القيامة من شتم الأنبياء ثم أصحابي ثم المسلمين ".
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:" إذا أراد الله برجل من أمتي خيرا ألقى حب أصحابي في قلبه ".
وقال عليه الصلاة والسلام:" إذا رأيتم الذين يسبون أصحابي فقولوا لعنة الله على سرِّكم ".
وقال عليه الصلاة والسلام:" إن شرار أمتي أجرؤهم على صحابتي ".
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:" سألت ربي فيما يختلف فيه أصحابي من بعدي , فأوحى إلي: يا محمد إن أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء , بعضها أضوأ من بعض , فمن أخذ بشيء مما هم عليه فهو عندي على هدى ".
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:" شفاعتي مباحة إلا لمن سب أصحابي ".
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:" ما من أحد من أصحابي يموت بأرض إلا بعث قائدا ونورا لهم يوم القيامة ".
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:" إذا ذكر أصحابي فأمسكوا ".
قال العلقمي: هذا علم من أعلام النبوة علم به عليه الصلاة والسلام , وأمرنا أن نمسك عما شجر بين الصحابة , أي وجوبا , وما وقع بينهم من الحروب والمنازعات التي قتل بسببها كثير منهم , فتلك دماء طهر الله منها أيدينا , فلا نلوث بها ألسنتنا , ونرى الكل مأجورين في ذلك , لأنه صدر منهم باجتهاد والمجتهد في مسألة ظنية مأجور ولو أخطأ. )
6 ـ محبة آل البيت لا تجدي نفعا إذا خالطها بغض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
ــــــــــــــــــــــــــــ
( وقال المناوي في شرح قوله صلى الله عليه وآله وسلم:" الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي " الخ: وخص الوعيد بالبعدية لما اطلع عليه مما سيكون بعده من ظهور البدع , وإيذاء بعضهم زعما منهم الحب لبعض آخر , وهذا من باهر معجزاته , وقد كان في حياته حريصا على حفظهم والشفقة عليهم.
أخرج البيهقي عن ابن مسعود قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال:" ألا لا يبلغني أحد منكم على أحد من أصحابي شيئا , فإني أحب أن أخرج إليهم وأنا سليم الصدر ".
قال: وإن ملحد تعرض إليهم وكفر نعمة قد أنعم الله تعالى بها عليهم فجهل منه وحرمان وسوء فهم , وقلة إيمان , إذ لو لحقهم نقص لم يبق في الدين ساق قائمة , لأنهم النقلة إلينا , فإذا جرح النقلة دخل الطعن في الآيات والأحاديث , وبذلك ذهاب الأنام وخراب الإسلام , إذ لا وحي بعد المصطفى وعدالة المبلغ شرط لصحة التبليغ ا هـ. )
7 ـ محبة آل البيت لا تجدي نفعا إذا خالطها بغض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
ــــــــــــــــــــــــــــ
( وقال العلامة ابن حجر الهيثمي في كتابه " أسني المطالب في صلة الأقارب ":
يلزم المسلم أن يتأدب مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته بالترضي عنهم , ومعرفة فضلهم وحقهم , والإمساك عما شجر بينهم , مع نزاهة كل منهم عن ارتكابه شيئا يعتقد حرمته , بل كل منهم مجتهد , فهم مجتهدون مثابون المحق منهم بعشرة أجور , والمخطيء بأجر واحد والعقاب واللوم والنقص مرفوع عن جميعهم , فتفطن لذلك وإلا زلت قدمك وحق هلاكك وندمك ا هـ.
وقال العلامة اللقاني في " شرح جوهرته الكبير ": وسبب تلك الحروب أن القضايا كانت مشتبهة فلشدة اشتباهها اختلف اجتهادهم , وصاروا ثلاثة أقسام: قسم ظهر له بالاجتهاد أن الحق في هذا الطرف وأن مخالفه باغ , فوجب عليهم نصرته , وقتال الباغي عليه فيما اعتقدوه , ففعلوا ذلك , ولم يكن يحل لمن هذه صفته التأخير عن مساعدة الإمام العادل في قتال البغاة في اعتقاده. وقسم عكسه سواء بسواء. وقسم ثالث اشتبهت عليه القضية وتحيروا فيها , فلم يظهر لهم ترجيح أحد الفريقين فاعتزلوا الفريقين , وكان هذا الاعتزال هو الواجب في حقهم , لأنه لا يحل الإقدام على قتال مسلم حتى يظهر استحقاقه لذلك.
وبالجملة: فكلهم معذورون مأجورون , ولهذا اتفق أهل الحق ومن يعتد به في الإجماع على قبول شهادتهم وروايتهم وتحقيق عدالتهم. ا هـ. )
8 ـ محبة آل البيت لا تجدي نفعا إذا خالطها بغض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
ــــــــــــــــــــــــــــ
( وقال العلامة السعد:
والذي اتفق عليه أهل الحق
أن المصيب في جميع ذلك عليّ رضي الله تعالى عنه.
والتحقيق
أنهم كلهم عدول
متأولين في تلك الحروب وغيرهما من المخاصمات والمنازعات لم يخرج شيء منها أحدا منهم عن عدالته إذ هم مجتهدون ا هـ. )
9ـ محبة آل البيت لا تجدي نفعا إذا خالطها بغض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
ــــــــــــــــــــــــــــ
( (تنبيه): اطلعت للحافظ السيوطي على رسالة سماها
" إلقام الحجر لمن زكى ساب أبي بكر وعمر ".
نقل فيها الاتفاق على فسق ساب مطلق الصحابة إذا لم يستحل ذلك ,
وإذا استحله فهو كافر , لأن أدنى مراتبه أنه محرم وفسق واستحلال الحرام كفر
إذا كان تحريمه معلوما من الدين بالضرورة , وتحريم سب الصحابة كذلك.
قال: وهو من الكبائر لأن الكبيرة على ما صححه المتأخرون كل جريمة تؤذن بقلة اكتراث مرتكبها بالدين ورقة الديانة , وممن صحح ذلك ابن السبكي في جمع الجوامع , وسبهم كذلك وما أجرأ فاعله على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأقل اكتراثه بالدين. أظن الخبيث , لعنه الله , أن مثل هؤلاء يستحق السب وهو مبرأ تقي نقي مستأهل للمدح والثناء , كلا والله , بفيه الحجر , بل إذا ظن أنهم يستحقون السب اعتقدنا أنه يستحق الحرق , وزيادة. ا هـ.
وقال المناوي في شرح قوله صلى الله عليه وآله وسلم:" من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ".
هذا شامل لمن لابس القتل , لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون , فسبهم كبيرة , ونسبتهم إلى الضلال أو الكفر كفر. ا هـ . )
10ـ محبة آل البيت لا تجدي نفعا إذا خالطها بغض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
ــــــــــــــــــــــــــــ
( وقال القاضي عياض في الشفاء: سب الصحابة وتنقيصهم حرام ملعون فاعله. قال: وقال مالك: من قال أن أحدا منهم على ضلال قتل , ومن شتمهم بغير هذا نكل نكالا شديدا. ا هـ.
هذا في مطلق الصحابة.
وأما سب أحد الشيخين أبي بكر وعمر , أو أحد الختنين , عثمان وعليّ , فيعلم حكمه مما نقله السيوطي في رسالته المذكورة عن الإمام السبكي ,
حيث قال:
ورأيت الشيخ تقي الدين السبكي صنف كتابا سماه " خيرة الإيمان الجلي لأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ ". بسبب رافضي وقف في الملأ وسب الشيخين وعثمان وجماعة من الصحابة , فاستتيب فلم يتب , فحكم المالكي بقتله , وصوبه السبكي فيما فعل , وألف في تصويبه الكتاب المذكور , وذكر فيه عن القاضي حسين من أصحابنا وجهين فيمن سب أحد الشيخين أو الختنين: يكفر وإن لم يستحل لأن الأمة أجمعت على إمامتهم. والثاني: يفسق ولا يكفر , ثم نقل عن الحنفية نقولا كثيرة بعضها بالتكفير , وبعضها بالتضليل
ثم مال السبكي إلى تصحيح التكفير لمآخذ ذكرها ,
ثم نقل عن المالكية والحنابلة نقول كذلك. ا هـ.
ولنكتف بهذا هنا. )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب الشرف المؤبد لآل محمد , للعارف النبهاني