من اقطاب الطريقة الخلوتية
بسم الله الرحمن الرحيم
لما توفى الشيخ مروان رضي الله عنه خلفه في الطريق فضيلة العارف بالله تعالى:
الشيخ الطاهر محمد احمد الطاهر الحامدى، شيخ الطريقة الطاهرية العامرية الخلوتية، أمين عام اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف سابقاً.
لله في خلقه رجال اختصهم بمزيد عنايته وجبل قلوبهم على محبته فهم أولياؤه وأصفياؤه أرواحهم تقتات لذكره ومشاعرهم تهفو إلى مناجاته قال تعالى (أولئك الذين سبقت لهم منا الحسنى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
ومن هؤلاء الرجال العارف بالله تعالى الشيخ الطاهر الذي حمل على كاهله تراثاً صوفياً تليدا لأحد أكبر بيوت التصوف التي عرفتها مصر في التاريخ الصوفي والمعاصر وما قبله والذي حاول بكل إصرار أن يحجب هذه الترجمة من باب ولا تزكوا أنفسكم .
ولولا معرفتي الحميمة به وحبي له وإصرار أبناء الطريق على إبرازها (ما فعل) فقد صمم أبناء الطريق على إبرازها آخذين في الإعتبار التركيز على نسبة الطريق وسند انتقالها إلى أستاذنا الجليل
فنقول حسبما انتهى إلينا من أسانيد وأدلة تواترت إلينا بأن شيخنا العارف بالله تعالى الشيخ الطاهر قد انتقلت إليه نسبة الطريق وقبضتها الروحية من رافدين كلاهما بالسند المتصل إلى سيد الطائفة الجنيد البغدادي ومنه إلى الحسن البصرى ومنه إلى الإمام على بن ابى طالب ومنه إلى مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
الرافد الأول : حيث انتقلت إليه النسبة الخلوتية وراثة عن والده العارف بالله والعلامة المحقق الشيخ محمد احمد الطاهر الحامدى عن جده العارف بالله الشيخ احمد الطاهر الحامدى عن القطب الرباني العارف بالله احمد بن شرقاوي ونذكر في إيجاز أبرز السمات والخصائص الصوفية بفرائض هذا العقد الذهبي النوراني.
العارف الشرقاوي: ترجم له الدكتور عبد المنعم الحفنى في الموسوعة الصوفية ص241 فقال هو احمد بن شرقاوي بن مساعد (1250 - 1316 هـ) من أعلام التصوف في صعيد مصر وشهرته أبو العباس الخلفي نسبة إلى قرية الخلفية من أعمال جرجا. ذكره الإمام محمد عبده فقال أنه من العلماء العاملين ومن بقايا شيوخ الطريقة المخلصين ومذهبه في التصوف هو المذهب التربوي ومن أقطاب الخلوتية في الديار المصرية.
وله مصنفات كثيرة منها:
(شمس التحقيق وعروة أهل التوفيق) و (نصيحة الذاكرين وإرغام المكابرين)
و (المورد الرحمانى) وهو منظومة في مائتي بيت وسبعة في علمي التوحيد والتصوف، و (منحة الفاتح)، و (رقية الأرواح) الموسومة بالنفسية والتي يقول في مطلعها:
يا نفسي كفى عن سوى مولاك *** وابغي حماه فالسوي أرواك
و (الوسيلة الحسنى في نظم أسماء الله الحسنى)
والتي يقول في مطلعها:
يارب بالحسنى من الأسماء *** أشرق شموس القرب في سماء
وافتح صميم القلب يا لله *** وامزجه بالتوحيد يا مولاه
وكذا قصيدته الشهيرة في مدح المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم والتي نظمها في مائتي بيت وهو في جوار الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وكان يسكن قريباً من المسجد النبوي دائم النظر والتفكر في القبة الخضراء حيث يقول:
يمناك تهمي بالعطا وتجود *** وسما بنسبته إليك الجود
يا من إذا أوفى ببابك طامع *** حيزت له الآمال وهى شرود
ولقد مددت يدي لباب عطائكم *** أفدون بابكم يرى مردود
لا والذي رفع السماء وشادها *** وحباك كل الفضل وهو شهيد
ما زلت أرتع في رحابك آمنا *** يمناك تمطرني وأنت ودود
واخضر عودي في حماك وأنه *** حق بأن يخضر فيه العود
ومن أشهر تلاميذ العارف الشرقاوي الذين تلقوا عنه الطريق العارف بالله الشيخ احمد الطاهر الحامدى جد المترجَم له والشيخ محمد حسنين مخلوف المتوفى سنة 1355هـ وهو والد المفتى السابق الشيخ حسنين محمد مخلوف.
الرافد الثاني :
وقد انتقلت إليه الخلوتية الروحية بالسند المتصل عن الشيخ مروان/ عن الشيخ عامر عبد الرحيم /عن الشيخ محمد احمد الطاهر الحامدى / عن الشيخ الرملي / عن العارف الدومى / عن العارف المنسفيسى / عن سيدي احمد أبوالليل / عن سيدي احمد الصاوي / عن الإمام الكبير احمد الدردير أبو البركات.
ومما يؤكد مكانة شيخنا العارف بالله الشيخ الطاهر الحامدى وعلو مرتبته العلمية إختياره لأرفع المناصب العلمية في مجال الدعوة بالأزهر الشريف حيث تم اختياره أمينا عاماً للجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر كما ذكرنا آنفاً ومقالاته وبحوثه الغير مسبوقة في الرد على أعداء التصوف والتي كرس فيها جهوده لإبراز وكشف الجانب المشرق للتصوف وآدابه وعلومه وتفنيد أباطيل المفكرين بالأدلة الشرعية الصحيحة والتي تستند في مضمونها إلى جوهر الكتاب والسنة والتي نشرت في مجلة الأزهر ومجلة التصوف الإسلامي.
بارك الله في مسيرة شيخنا العارف بالله الشيخ الطاهر محمد احمد الطاهر الحامدى ونفع به المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وجزاه الله خيراً عن التصوف والإسلام والمسلمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
لما توفى الشيخ مروان رضي الله عنه خلفه في الطريق فضيلة العارف بالله تعالى:
الشيخ الطاهر محمد احمد الطاهر الحامدى، شيخ الطريقة الطاهرية العامرية الخلوتية، أمين عام اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف سابقاً.
لله في خلقه رجال اختصهم بمزيد عنايته وجبل قلوبهم على محبته فهم أولياؤه وأصفياؤه أرواحهم تقتات لذكره ومشاعرهم تهفو إلى مناجاته قال تعالى (أولئك الذين سبقت لهم منا الحسنى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
ومن هؤلاء الرجال العارف بالله تعالى الشيخ الطاهر الذي حمل على كاهله تراثاً صوفياً تليدا لأحد أكبر بيوت التصوف التي عرفتها مصر في التاريخ الصوفي والمعاصر وما قبله والذي حاول بكل إصرار أن يحجب هذه الترجمة من باب ولا تزكوا أنفسكم .
ولولا معرفتي الحميمة به وحبي له وإصرار أبناء الطريق على إبرازها (ما فعل) فقد صمم أبناء الطريق على إبرازها آخذين في الإعتبار التركيز على نسبة الطريق وسند انتقالها إلى أستاذنا الجليل
فنقول حسبما انتهى إلينا من أسانيد وأدلة تواترت إلينا بأن شيخنا العارف بالله تعالى الشيخ الطاهر قد انتقلت إليه نسبة الطريق وقبضتها الروحية من رافدين كلاهما بالسند المتصل إلى سيد الطائفة الجنيد البغدادي ومنه إلى الحسن البصرى ومنه إلى الإمام على بن ابى طالب ومنه إلى مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
الرافد الأول : حيث انتقلت إليه النسبة الخلوتية وراثة عن والده العارف بالله والعلامة المحقق الشيخ محمد احمد الطاهر الحامدى عن جده العارف بالله الشيخ احمد الطاهر الحامدى عن القطب الرباني العارف بالله احمد بن شرقاوي ونذكر في إيجاز أبرز السمات والخصائص الصوفية بفرائض هذا العقد الذهبي النوراني.
العارف الشرقاوي: ترجم له الدكتور عبد المنعم الحفنى في الموسوعة الصوفية ص241 فقال هو احمد بن شرقاوي بن مساعد (1250 - 1316 هـ) من أعلام التصوف في صعيد مصر وشهرته أبو العباس الخلفي نسبة إلى قرية الخلفية من أعمال جرجا. ذكره الإمام محمد عبده فقال أنه من العلماء العاملين ومن بقايا شيوخ الطريقة المخلصين ومذهبه في التصوف هو المذهب التربوي ومن أقطاب الخلوتية في الديار المصرية.
وله مصنفات كثيرة منها:
(شمس التحقيق وعروة أهل التوفيق) و (نصيحة الذاكرين وإرغام المكابرين)
و (المورد الرحمانى) وهو منظومة في مائتي بيت وسبعة في علمي التوحيد والتصوف، و (منحة الفاتح)، و (رقية الأرواح) الموسومة بالنفسية والتي يقول في مطلعها:
يا نفسي كفى عن سوى مولاك *** وابغي حماه فالسوي أرواك
و (الوسيلة الحسنى في نظم أسماء الله الحسنى)
والتي يقول في مطلعها:
يارب بالحسنى من الأسماء *** أشرق شموس القرب في سماء
وافتح صميم القلب يا لله *** وامزجه بالتوحيد يا مولاه
وكذا قصيدته الشهيرة في مدح المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم والتي نظمها في مائتي بيت وهو في جوار الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وكان يسكن قريباً من المسجد النبوي دائم النظر والتفكر في القبة الخضراء حيث يقول:
يمناك تهمي بالعطا وتجود *** وسما بنسبته إليك الجود
يا من إذا أوفى ببابك طامع *** حيزت له الآمال وهى شرود
ولقد مددت يدي لباب عطائكم *** أفدون بابكم يرى مردود
لا والذي رفع السماء وشادها *** وحباك كل الفضل وهو شهيد
ما زلت أرتع في رحابك آمنا *** يمناك تمطرني وأنت ودود
واخضر عودي في حماك وأنه *** حق بأن يخضر فيه العود
ومن أشهر تلاميذ العارف الشرقاوي الذين تلقوا عنه الطريق العارف بالله الشيخ احمد الطاهر الحامدى جد المترجَم له والشيخ محمد حسنين مخلوف المتوفى سنة 1355هـ وهو والد المفتى السابق الشيخ حسنين محمد مخلوف.
الرافد الثاني :
وقد انتقلت إليه الخلوتية الروحية بالسند المتصل عن الشيخ مروان/ عن الشيخ عامر عبد الرحيم /عن الشيخ محمد احمد الطاهر الحامدى / عن الشيخ الرملي / عن العارف الدومى / عن العارف المنسفيسى / عن سيدي احمد أبوالليل / عن سيدي احمد الصاوي / عن الإمام الكبير احمد الدردير أبو البركات.
ومما يؤكد مكانة شيخنا العارف بالله الشيخ الطاهر الحامدى وعلو مرتبته العلمية إختياره لأرفع المناصب العلمية في مجال الدعوة بالأزهر الشريف حيث تم اختياره أمينا عاماً للجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر كما ذكرنا آنفاً ومقالاته وبحوثه الغير مسبوقة في الرد على أعداء التصوف والتي كرس فيها جهوده لإبراز وكشف الجانب المشرق للتصوف وآدابه وعلومه وتفنيد أباطيل المفكرين بالأدلة الشرعية الصحيحة والتي تستند في مضمونها إلى جوهر الكتاب والسنة والتي نشرت في مجلة الأزهر ومجلة التصوف الإسلامي.
بارك الله في مسيرة شيخنا العارف بالله الشيخ الطاهر محمد احمد الطاهر الحامدى ونفع به المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وجزاه الله خيراً عن التصوف والإسلام والمسلمين.
إنتقل الشيخ رحمه الله الى جوار ربه بعد منتصف ليلة الاربعاء 16 من شهر أغسطس 2023م ودفن رضى الله عنه بعد ظهر يوم الاربعاء في جنازة مهيبة بجوار جده وأبيه واخوته بساحتهم العامرة بمدينة ارمنت الحيط - مركز أرمنت - محافظة الاقصر.