من شرح وتفسير الحزب الكبير للقطب الكبير سيدي ابراهيم الدسوقي
(كَدٍ) بفتح الكاف وكسرالدال مع التنوين (كَدٍ) مثله .
(كَرْدَد) بفتح الكاف وسكون الراء وفتح الدال الاولى وجرالثانية مع التنوين (كَرْدَد) مثله .
(كَرْدَه) بفتح الكاف وسكون الراء وفتح الدال وجرالهاء مع التنوين (كَرْدَه) مثله .
(دَهٍ دَهٍ) بفتح الدالين وكسرالهائين مع التنوين (دَهْ دَهْ) بفتح الدالين وسكون الهائين .
قال الشيخ صالح بن عبد الله الوراق : كلام باللغة السريانية ومعناه باللغة العربية ( من أريد أن أعطي أعطي) ولذكرها فى الحزب بدون معرفة المعنى فوائد كثيرة، منها طلب الايمان بها كما ذكر فى فواتح السور، وطلب الايمان هنا ليس معناه أنه منزل من عند الله يجب الخضوع له ، كلا ، بل طلب الايمان هو الاستسلام والخضوع للطريق، وهذا الاستسلام تجريد للنفس عن الهوى، وهناك حكمة ثانية فى ذكرها بهذه اللغة وهي لا توجد فى اللغة العربية إذ المعنى يدل على شيء، والحروف تدل على أشياء أخرى وهى :
الكاف فى كد ، كردد ، كرده ، تدل على كريم كافي وكبير
والدال تدل على دائم، والاسماء الاولى جمالية والدائم جلالي فجمع بين الجمالي والجلالي ، وبدأ بالجمالي وختم بالجلالي إشارة إلى تحقق الوصفين للذاكر ، فالاولى جلب له، والثاني دفع عنه ، ولما كان سر الجلالي أعم من الجمالي فخشى على الذاكر المخلص من فيضانه ان يتحرك لاسيما وقد تكرر فازداد قوة ، وللأسماء قوة وتأثير لا يدركه إلا من أنار الله بصيرته بنور الحقيقة والعرفان ، فحجز الدال بالراء فإنها أتم جمالاً وأسبق كمالاً ، إذ تشير الى الرحمن الرحيم ورقيب ورؤف ورفيع ورازق ، واضعاً نصب عينيه ما جاء به القرآن الكريم فى { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } إذ لما قدَّم تعالى لفظ الله اضمحلت العقول فى بدء عظمته وتلاشت الارواح فى بحار ألوهيته فأتبعه تعالى بـــ الرحمن الرحيم ليُسلِّي قلوب الموحدين ويسري عنهم ما ألمَّ بها من الوجل { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ } وبما أن الجلال محل الحيرة المحضة والكريم قد سبقت رحمته غضبه فى الوصفين ردت بالهاء إذ تشير إلى اسمه الهادي وهذه حكمة الاقتران والتفاسير فى الحروف والله اعلم
..............................
من كتاب : الكوكب المنير فى شرح وتفسير الحزبي الكبير والصغير للقطب الكبير سيدي ابراهيم الدسوقي رضى الله عنه وعنا به.