ــــــــــــــــ
يا أطهر الناس عبد الله يا أملي * أنت الوسيلة للمختار يشفع لي
أنت المبارك قد كرمت من أزل * أهدى لك الله ابنا سيد الرسل
يا والدا لحبيب الحق سيدنا * طه الرؤوف شفيع الخلق من وجل
قد خصك الله بالتشريف مرتبة * فوق الثريا لسر فيك مشتمل
اختارك الله للمحبوب والده * فنلت أشرف مولود ومكتمل
وحزت كل كمالات وأعظمها * فضل الأبوة للمختار في الأزل
أنت المطهر شع النور مؤتلقا * على جبينك بشرى مولد الأمل
منك الرسول أتى للكون مرحمة * فصاغك الله محفوظا من الخلل
أنت الذبيح الذي نلت الفخار بما * قد قاله المصطفى ثنيت بالرسل
برئت من كل شرك سيدي أبدا * فلم تخر إلى عزى ولا هبل
وقد نشأت على التوحيد متبعا * خطو الحنيفية السمحا بلا زلل
وبالعناية قد ربيت في أدب * وصانك الله من فحش ومن زغل
سماك شيبة عبدالله منقبة * تنبي عن الفطرة الأنقى بلا علل
وكنت آثر أبناء حظيت بما لم * يحظه ولد من حبه الجزل
قد عشت ذا ورع في كل مرحلة * من الحياة وجانبت الهوى الوحل
والله بالفضل إتماما لنعمته * لأجل رحمته المهداة من أزل
أحياك ربك والعصماء آمنة * رفعا لقدركما في أشرف النزل
لتنعما بسنا الإيمان منزلة * عظمى ودينكما التوحيد فابتهل
وفزتما من رضاء الله أن جعلت * طاعات طه لكم من أفضل العمل
يا سيدي يا أبا المختار معذرة * فقد أساءوا وقالوا فيك بالخطل
هذا الهراء الذي يهذي به خرف * بساحة المسجد المعمور في خذل
ومن تجاسر بغيا في رسالته * رسالة السخف والتضليل والدجل
ونال زورا وبهتانا مكافأة * على العقوق وإيذاء بلا خجل
آباء طه إلى المعصوم آدمهم * فازوا بنص (خيار) صين من علل
وفي ( تقلبك ) الآيات ناطقة * بأعظم المدح فاهنأ في الملا الأول
يخشى الألوسي كفرا للأولى اجترحوا * غير النجاة لنور القلب والمقل
لذا فآزر عم للخليل بما قد * بينت علماء البحث والنحل
فالعم صنو أب في الذكر مشتهر * كما أتى بحديث صح فامتثل
والعرف يجري على استعمال ذلك في * فحوى الخطاب كتاب الله فلتسل
فالوالد الطاهر المشهور تارخ في * تحقيق نسبته من أوثق السبل
لذا الخليل دعا حقا بمغفرة * لوالديه بـــ (إبراهيم) فاعتزل
أما أبوه الذي منه تبرأ في * نص الكتاب فغير الوالد الفضل
كذا الحديث الذي يبدي تساؤلهم * أبي أبوك على التأويل لا الدخل
فالعم مقصده إن صح منطقه * وليس والده المعني فارتحل
قد مات والده من قبل مولده * ولم يعاصر نزول الوحي للأجل
هذا أبو لهب يجزى بصالحة * بعتق جارية بشرى على عجل
يخفف الله عنه يوم مولده * كما أتى في البخاري مضرب المثل
فكيف من قد أتى من ظهره أترى *يصلى بنار ولم يكفر ولم يحل
سواد إذ مسه لا نار يمسسها * فكيف بطن حوت نورا بلا حول
فالحق أن نجاة الوالدين لها * أدلة ظهرت كالشمس في الأصل
على الحنيفية السمحا و فترتهم * والله أحياهما في صادق النقل
والله في محكم التنزيل أخبرنا * بعدله عن سواء القسط لم يمل
فلا يعذب من لم تأته رسل * مصداق قول ( وما كنا ) بلا جدل
فليتق الله من يبغي مجادلة * بالخوض في والديه موضع المقل
فكيف أفضل خلق الله والده * يرمى بنار ولم يشرك بلا محل
أيرحم الخلق بالمختار قاطبة * ويحرم الوالدان الفوز فلتقل
ويشفع الابن للعاصين كلهم * ويترك الوالدين صفوة المثل
والله قد وعد المختار موعدة * ألا يساء بذي التوحيد فامتثل
وسوف يعطيك إكراما لأمته * فهل سيرضى سوى الفردوس فاعتدل
وهل يصدق أن ينساق ذو نظر * فضلا عن العالم المسئول فانتقل
الله يلعن من يؤذي الرسول ومن * يرضى بقولة مأفون و منخذل
أينبزون أباه والنبي أبى * أن ينبز ابن أبي وهو في الوحل
وقد أراد ابنه للأب مرحمة * من الرسول ولو بقميصه الوسل
فلم يعارض رسول الله رغبته * وهو المنافق بالتأكيد والنزل
فكيف يجرؤ من يدري عواطفه * لوالديه على التكفير بالجدل
ويعلن الأمر إرجافا وشقشقة * بلا حياء ولا خوف ولا وجل
بأن والدي المختار قد خرست * أفواههم بسعير النار في غلل
ولا يطاوعني نطقي بما قذفوا * أحباب قلبي وروحي معقد الأمل
فعندما علم المختار عن نفر * يتلون (تبت) بقصد اللمز والحيل
قال الحبيب فلا تؤذوا بطعنكم * قرابتي فتأمل ذاك وامتثل
لذا يقول أبو بكر أحب لنا * أن يسلم العم من أهلي ومن قبلي
أيطلب المصطفى أجرا لدعوته * صفو المودة في القربى بلا بدل
ويهرف المسلم المفروض طاعته * بأثقل القول إن يرمى على جبل
وهل يكون محبا من تساوره * تلك الشكوك فيبديها بلا خجل
وهل يسوغ لمن فر ض محبته * وحب عترته والصحب والنسل
ترديد قول يمس الوالدين لكي * يشاع في الناس هذا الأمر بالخطل
وما هناك دليل قاطع أبدا * بل هذه شبه من زيغ مختبل
علما بأن حبيب الله قال لنا * فلتدرؤا الحد بالشبهات والحيل
وفي الأصول إذا أخطأت تبرئة * خير من الحد في ظن بلا كلل
وقد أمرنا بحسن الظن في ورع * مع العدو فقل لي كيف شأن ولي
فلينته المسلم العاصي بقولته * مستغفرا ربه من أقبح الزلل
أما الذي يتبعن قولا بغير هدى * لذي الفصاحة والتدليس بالجدل
فقل له قد تبعت القوم في شبه * تهدي إلى الطعن والحرمان والفشل
إن قال زاعمهم في العلم حجتنا * هذي نصوص بأيدينا بلا ملل
وهو اجتهاد لنا أجر على خطأ * فقل لهم قد أصيب القلب بالعلل
فكيف تفهم نصا وهو مشتبه * من غير أهل رسوخ العلم والعمل
أليس هذا جفاء في محبته * وليس مجتهد قد قال بالخطل
فكيف يلقون خير الرسل منقذنا * بأي وجه وهم يرضون بالخذل
فمن يقول بهذا القول قد عميت * منه البصيرة والتفكير في شلل
فاهجر سبيلهم واسلك سبيل هدى * إجماع أهل التقى والنور والمثل
أيفرض الدين للآباء برهم * ويجعل الشكر عرفانا بلا مهل
فكيف بر حبيب الله قدوتنا * بوالديه وفاء يا أخا العذل
وأين فضل دعاء المصطفى لهما * وهو المقرب عند الله بالسبل
ففي الحديث أتى يوم القيامة أن * يؤتى بثلة أفراط بلا عمل
ليدخلوا جنة ترتج قائلة * يارب لن نترك الآباء في الجلل
يقول خالقنا فضلا ومرحمة * هيا ادخلوا جنتي معهم بلا زلل
فكيف أكرم رسل الله يدخلها * ووالديه بعيدا عنه فلتقل
وأنت يا أم خير الخلق معذرة * فقد تطاول بعض البهم بالخبل
أسعدت كل بني الدنيا بمولد من * قد جاء للكون بالآيات والمثل
لذا يقول شفيع الخلق عنك أنا * رؤيا لأمي فقد ألهمت كالرسل
فيا أحيباب قلبي جئتما شرفا * للكون بالمصطفى المبعوث للدول
قد نلتما من فيوض النور ما وصلت * به العطية للمقدور من أزل
نفسي بحبكما حقا لقد شغفت * والروح هامت بكم يا أطهر الملل
مني السلام عليكم في الجنان فلا * تنسوا محبكم في الموقف الجلل
يارب فاغفر لنا فضلا وهب كرما * ووالدينا رضاء حققن أملي
واجعل حبيبك عني راضيا أبدا * حتى أراه بعين الروح والمقل
ولّهتني بغرام فيه يسعدني *أكرم بحسن ختام القول والعمل
يا رب صل على طه وعترته * ووالديه مع الأصحاب والأول
والحمد لله في بدء ومختتم * والشكر لله أزجيه مع السؤل )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد كريم الآباء والأمهات وعلى آله السادات