قال مولانا البكري رضي الله عنه في قصيدته المنبهجة والتي أضافها إلى ورد السحر :
وأبي الحسنين مع الأولاد * كذا الأزواج وكل شج
وعلى المهدى وعترته * المشبع في زمن الوأج
وعلى من مهد للأرضين * كما قد برح في الحبج
ما مال محب نحوهم * أو سار الركب على السرج
أو ما داع يدعو المولى * يرجو للنصر مع الفرج
الشرح :
(وأبي الحسنين) على بن ابی طالب رضي الله عنه وكرم وجهه .(مع الأولاد) أي :أولاده صلى الله عليه وآله وسلم بقرينة قوله. (كذا الأزواج ) أى أزواجه صلى الله عليه وآله وسلم .(وكل شجی) أي حزين على تقصيره في القيام بحق الربوبية كما هو شأن الكمل من أهل الله تعالى.
(وعلی المهدي ) :المنتظر خروجه آخر الزمان، وأحاديثه بلغت مبلغ التواتر فلا معنى لإنكارها قال صلى الله عليه وآله وسلم :" المهدی منا يختم به الدين كما ختم بنا" . رواد الطبراني .وهو من أهل البيت من ذرية الحسنوالحسين
أي : منسوب لهما ومنسوب للعباس فيكون نجل الحسن وسبط الحسين من جهة أمه، وسبط العباس من جهة أبيه فيكون حسنيا حسينيا عباسيا، وينزل عيسى عليه السلام في زمانه بالمنارة البيضاء شرقی مسجد دمشق والناس في صلاة العصر فيتأخر له الإمام فيتقدم فيصلي بالناس بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومدته أربعون سنة يجتمع مع عيسى عليه السلام في سبع سنين أو تسع سنين .
ثم قال المصنف : (و عترته) أي جماعته الذين ينصرونه على أعدائه.(المشبع في زمن الوأج) بالهمز هو الجوع الشديد كما في القاموس، ثم يحتمل أن يراد به حقيقته وأنه يحصل جوع لأهل الحق في ذلك الوقت فيكون المهدی سببا في شبعهم، ويحتمل أن يراد به الكرب الحاصل لهم من أهل الضلال، والمراد بالإشباع : إزالة ذلك الكرب الشبيه بالإشباع بالطعام المزيل أثر الجوع .
(و على من مهد للأرضين) وهو رجل يخرج في زمن المهدي من خراسان ببلاد الشرق يقال له الهاشمي وهو أخو المهدي من أبيه، وقيل ابن عمه يأتي إليه في خمسة آلاف يمهد هذا الهاشمي الأمر للمهدي كما مهدت قريش للنبي صلى الله عليه وآله وسلم . (كما قد برح الحبج ) قال في القاموس حبج يحبج بدا وظهر والمعنى أنه مهد الأرضين في وقت ظهور المهدي أو قرب ظهوره لتبريحه أي شدته وقوته قال فی المصباح: وما برح يفعل كذا بمعنى المواظبة والملازمة، وبرِح الخفاء اذا وضح الأمر، وبرح به الضرب تبريحاً اشتد و عظم،
وهذا أبرح من ذلك . أي :أشد اهــ
(ما مال محب نحوهم) بقلبه. (أو سار الركب) جمع راكب.وقوله : (على السرج) على حذف مضاف . أي : ذات السرج بضم الراء. (أو ما داع يدعو المولى) أي : يطلب منه تحصيل ما ينفعه أو دفع ما يضره . (يرجو للنصر مع الفرج) أي : كشف الغمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب / إرشاد المريدين إلى معرفة كلام العارفين
للشيخ عمر جعفر الشبراوي رضى الله عنه
وهو شرح لورد السَّحَر لسيدي مصطفى البكري رضى الله عنه .
ـــــــــــــــــ
قام بنسخه الشيخ ناجح رسلان مدرس العلوم الشرعية بالمعاهد الأزهرية .
ــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على سيدنا محمد النور وآله وسلم