تحت اشراف فضيلة العلامة الشيخ فراج يعقوب حفظه الله
recent

جديد

recent
random
جاري التحميل ...

هل فُرضَتْ الزكاةُ على مشرك ؟



وهل فُرضَتْ الزكاةُ على مشرك ؟
ــــــــــــــــ
{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } * { الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }
ـــــــــــ
(كلمة { وَوَيْلٌ.. } يعني هلاك { لِّلْمُشْرِكِينَ * الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ.. } 
وهل فُرضَتْ الزكاةُ على مشرك؟
الزكاة لم تكُنْ فُرضت حتى على المؤمنين في هذا الوقت. 
قالوا المراد بالزكاة هنا تطهير المال في حالة نموه، وكان المشركون يفعلون ذلك بالفعل، لكن يفعلونه من منطق الكرم والسمعة الطيبة، ولم يكُنْ الله في بالهم. لذلك حُكِي أن المطعم بن عدي كان له قِدْرٌ يطعم فيه كذا وكذا، حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال  " كنت أستظل من وهج الشمس بظل قِدْر المطعم بن عدي ".
ومثله حاتم الطائي وغيرهم من كرماء العرب، لكنه قال { الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ } لأن الإنسان عادة يحب ماله، 
والحق سبحانه يقول { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } لأن للإنسان مطالبَ كثيرة في الحياة.  كان البيع والشراء تبادلاً عينياً. يعني تعطيني سلعة، وأعطيك مقابلها سلعة أخرى، وقت لم يوجد النقد بَعْد تعطيني قمحاً، وأعطيك تمراً مثلاً، فكل شيء من هذه الأشياء ثمن وسلعة،  فالقمح عندك سلعة، والتمر عندي ثمن. فكل واحد منا بائع ومُشْتَرٍ.  لذلك قال تعالى في قصة سيدنا يوسف
{ وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ.. }
فقال اشتراه يعني أخذه  وقال عن الآخرين { وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ.. } يعني باعوه.
إذن هذه مبادلة، كل واحد منهم بائع ومشتر في نفس الوقت. 
{ الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }  أم أن هذه كلمة عامة، فبإِشراكهم لم يأخذوا حكم الله في الزكاة، فلم يَعُدْ فيهم خير لبيئاتهم ولا لمواطنيهم،)
ــــــــــــــــــــــــــــ
خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ)
ــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على النور وآله وسلم



لأن الله تعالى يريد من الإيمان أنْ ينشر الاستطراق العبودي في البشر :
ــــــــــــــــ
{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } * { الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }
ـــــــــــ
( أم أن هذه كلمة عامة، فبإِشراكهم لم يأخذوا حكم الله في الزكاة، فلم يَعُدْ فيهم خير لبيئاتهم ولا لمواطنيهم، لأن الله تعالى يريد من الإيمان أنْ ينشر الاستطراق العبودي في البشر، بأن يعين القوي الضعيف، والصحيح يعين المريض، والغني يعين الفقير، والعالِم يعين الجاهل. ولكن أهم زاوية من زوايا الحياة هي زاوية استبقاء الحياة بالقوت، والقوت يحتاج إلى المال، )
ــــــــــــــــــــــــــــ
خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ)
ــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على النور وآله وسلم



حين تُحسن إلى شخص ماذا فعلتَ به ؟ :
ــــــــــــــــ
{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } * { الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }
ـــــــــــ
( لذلك فالحق سبحانه وتعالى حين يتكلم في هذه المسألة عن المؤلَّفة قلوبهم، وهم قوم نريد أن نُرقق قلوبهم ناحية دين الله،  ونجذبهم إليه ليُحسنوا التمعن والاختيار، لا أن نشتريهم للدين كما يدعي البعض. ومن الطرق إلى هذه الغاية أنْ نحسن إليهم، لذلك جعلهم الله تعالى مصرفاً من مصارف الزكاة، وأعطاهم من مال الله وعندها لانتْ قلوبهم.  وحين تُحسن إلى شخص ماذا فعلتَ به؟
أولاً نفضت عنه البغض، وما دُمْتَ نفضتَ عنه البغض، فلا ينظر إليك وهو كاره لك ولا حاقد عليك، وعلى الأقل يسمع منك،
وهذا ما حدث للمؤلَّفة قلوبهم. )
ــــــــــــــــــــــــــــ
خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ)
ــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على النور وآله وسلم



أهمية الزكاة , في شرع الله .ومن هنا أسقطها من كذبوا على الله :
ــــــــــــــــ
{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } * { الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }
ـــــــــــ
( لذلك لما انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتد جماعة من العرب عن دين الله،  لماذا؟  أول شيء ارتدوا من أجله فريضة الزكاة،  ومن أجلها كانت حروب الردة، لذلك سمعنا أن سجاح مدعية النبوة ومسيلمة أول ما قالوا في دعواهم قالوا  نسقط عنكم الزكاة. لينالوا بذلك الرضا عن نبوتهم المزعومة، يريدون بذلك تخفيف التكاليف التي تشق على النفس. وبعضهم قال نسقط عنكم نصف الصلاة، وكل مُخفف لشرع الله باطل وفيه إيذاء،  لأنه ينزل من منهج الله إلى منهج التخفيف، والله سبحانه حين يريد التخفيف والتيسير يأتي بالتيسير من عنده سبحانه، ومنهج الله لا يُستدرك عليه. وفي شرع الله أحكام كثيرة تدل على هذا التخفيف، كصيام المريض والمسافر،  وصلاة المريض والمسافر، وغير ذلك كثير في الشرع،  فالله المشرِّع لك هو الذي يحدد لك التخفيف، لا أنت، وهو سبحانه أعلم بمدى المشقة التي تحتاج إلى تخفيف الحكم. )
ــــــــــــــــــــــــــــ
خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ)
ــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على النور وآله وسلم



جدِّدوا ما شئتَ , فلن يلبس مسلم جديدكم :
ــــــــــــــــ
{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } * { الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }
ـــــــــــ
( وكل مُخفف لشرع الله باطل وفيه إيذاء،  لأنه ينزل من منهج الله إلى منهج التخفيف، والله سبحانه حين يريد التخفيف والتيسير يأتي بالتيسير من عنده سبحانه، ومنهج الله لا يُستدرك عليه. فالله المشرِّع لك هو الذي يحدد لك التخفيف، لا أنت،  وهو سبحانه أعلم بمدى المشقة التي تحتاج إلى تخفيف الحكم. لذلك نسمع مَنْ يقول نريد أنْ نُجدد الإسلام، نقول سبحان الله،يا قوم اتقوا الله كيف نُجدد الإسلام؟ وكيف نستدرك على أحكام الله،ونقول يا شيخ جدِّد ما شئتَفلن يلبس مسلم جديدك،والعلةأن لباسَ التقوى من الخالق لا يَخْلَقُحتى يُجدده مخلوق،  أريحوا أنفسكم. )
ــــــــــــــــــــــــــــ
خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ)
ــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على النور وآله وسلم


لماذا جعل الله تعالى من الناس الغنيَّ والفقير المحتاج؟ :
ــــــــــــــــ
{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } * { الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }
ـــــــــــ
(.لكن لماذا جعل الله تعالى من الناس الغنيَّ والفقير المحتاج؟ لماذا لم يجعلهم جميعاً في سَعَة ولا داعي للزكاة إذن؟ قالوا  لأن الله تعالى يريد أنْ يُشيع بين خَلْقه التراحم والتوادّ، وحين يجد الفقير الغني لا يتكبر عليه بغناه، بل يأتي إليه ويطرق عليه بابه، ويعطيه حقه في مال الله، ساعتها يحبه ويحب له الخير والمزيد ولا يحقد عليه، ولا يتمنى زوال النعمة من بين يديه. إذن حين تعطي إنما تستل الغضب والحقد من النفوس، فتجعل مالك عُرْضة للمزيد. والحق سبحانه قادر على أنْ يجعل الناس جميعاً أغنياء، إنما الحكمة في أن يوجد الغني والفقير، وأن تتداول هذه المسألة، فقد لا يدوم للغني غِنَاه، ولا يدوم للفقير فقره، فالأحوال تتقلب، بحيث يرتبط كُل بكُلٍّ ارتباطَ محبة ومودة، والارتباط هنا ليس ارتباطَ تفضل، إنما ارتباط حاجة.إننا لو تخرَّجنا جميعاً في الجامعة، فمَنْ يكنس الشارع، ومَنْ يقود السيارة،  ومَنْ يصنع لنا كذا وكذا؟ تقول يمكن أنْ نتفق على أن يقوم كلٌّ منا بعمل في يوم محدد. نقول  نعم لكن يكون العمل هنا تفضُّلاً، والتفضل لا يلزم أحداً إنما تلزمه الحاجة، والله يريد أن ترتبط مصالح الناس بالحاجة، ولذلك تجد الرجل يعمل العمل الشاقّ، وربما فيه أذى، قد لا تتحمله أنت،  وقد ترى هذا العمل حقيراً، فما الذي حمله عليه؟
حملته الحاجة، وألجأته إليه ضروريات الحياة، وأكْل العيش ومسئولية الأسرة والأولاد،  وإلا ما أهان نفسه هكذا.ووالله لقد شاهدنا في بيت واحد رجلاً يعمل صرماتي،  وأخاه يبيع العطور، وتأمل ماذا يشم كل واحد منهما.  وكان سيدنا الشيخ موسى رضي الله عنه
كثيراً ما يدعو ويقول اللهم أفقر الصنَّاع وأغْنِ العلماء، وكنا نغضب من هذا الدعاء  ونقول له  ماذا تقول يا سيدنا؟ كيف ذلك؟ فيقول
والله لو افتقر العلماء لزلُّوا في الفتوى، ولو اغتنى الصناع لما انتفعنا منهم بشيء.
نعم رأينا فعلاً العامل إنْ كان في جيبه عشرة جنيهات قعد عن العمل حتى يصرفها. إذن لا بدَّ من الحاجة لتُقضَى مصالح الخَلْق. )
ــــــــــــــــــــــــــــ
خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ)
ــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على النور وآله وسلم


والله لقد شاهدنا في بيت واحد رجلاً يعمل صرماتي، وأخاه يبيع العطور وتأمل ماذا يشم كل واحد منهما!! :
ــــــــــــــــ
{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } * { الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }
ـــــــــــ
( والله يريد أن ترتبط مصالح الناس بالحاجة، 
ولذلك تجد الرجل يعمل العمل الشاقّ،
وربما فيه أذى، قد لا تتحمله أنت، 
وقد ترى هذا العمل حقيراً،
فما الذي حمله عليه؟
حملته الحاجة،
وألجأته إليه ضروريات الحياة،
وأكْل العيش
ومسئولية الأسرة والأولاد، 
وإلا ما أهان نفسه هكذا.
ووالله لقد شاهدنا في بيت واحد
رجلاً يعمل صرماتي، 
وأخاه يبيع العطور،
وتأمل ماذا يشم كل واحد منهما. . )
ــــــــــــــــــــــــــــ
خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ)
ــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على النور وآله وسلم


اللهم أفقر الصنَّاع وأغْنِ العلماء ..!! كيف ؟ :
ــــــــــــــــ
{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } * { الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }
ـــــــــــ
( والله يريد أن ترتبط مصالح الناس بالحاجة، 
ولذلك تجد الرجل يعمل العمل الشاقّ،
وربما فيه أذى، قد لا تتحمله أنت، 
وقد ترى هذا العمل حقيراً،
فما الذي حمله عليه؟
وكان سيدنا الشيخ موسى رضي الله عنه
كثيراً ما يدعو ويقول
اللهم أفقر الصنَّاع وأغْنِ العلماء،
وكنا نغضب من هذا الدعاء 
ونقول له 
ماذا تقول يا سيدنا؟
كيف ذلك؟
فيقول
والله لو افتقر العلماء لزلُّوا في الفتوى،
ولو اغتنى الصناع لما انتفعنا منهم بشيء.
نعم رأينا فعلاً 
العامل إنْ كان في جيبه عشرة جنيهات
قعد عن العمل حتى يصرفها.
إذن لا بدَّ من الحاجة
لتُقضَى مصالح الخَلْق. )
ــــــــــــــــــــــــــــ
خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ)
ــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على النور وآله وسلم



استطراق المال في المجتمع أهمَّ قضية في الإسلام،لذلك جعلها من أركان الإسلام :
ــــــــــــــــ
{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } * { الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }
ـــــــــــ
( الحق سبحانه وتعالى جعل استطراق المال في المجتمع 
أهمَّ قضية في الإسلام،
لذلك جعلها من أركان الإسلام،
فالحق سبحانه لم يعْفِ أحداً من أن يمدَّ يد الاستطراق الاقتصادي للغير،
إنْ كان واجداً مالا
يبذل،
وإنْ كان غير واجد مالاً
فليجد مقالاً ينصح به مَنْ يجد. 
قال تعالى
{ لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَآءِ وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ.. }
التوبة 91. 
فإذا لم يكُنْ لديه المال ولا المقال الذي يُرقِّق به القلوب،
فلا أقلَّ من أنْ يفعل ذلك في ذاته
{ وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ.. } أي في الجهاد
{ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنْفِقُونَ }
التوبة 92. 
وهذه هي المرحلة الثالثة
إنْ كان واجداً فليبذل،
وإنْ كان غير واجد فليبذل المقال الذي يُرقِّق به قلوب الواجدين،
وأخيراً إذا لم يجد هذا ولا هذا يحزن في نفسه أنه لا يجد،
فنفسه تتوق للبذل لكنه لا يجد،
ويصل به الوَجْد في هذه المسـألة إلى أنه يبكي ألماً وحزناً لشوقه إلى العطاء. 
هذا كله لاستطراق المال والاقتصاد في المجتمع الإسلامي 
لأنه عَصَبُ الحياة
وبه تُسْتبقى الحياة،
وبه يكون القوت. )
ــــــــــــــــــــــــــــ
خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ)
ــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على النور وآله وسلم



كفروا في المنبع والمصب:
ــــــــــــــــ
{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } * { الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }
ـــــــــــ
 وقوله سبحانه { وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } يعني كفروا في البداية حين أشركوا بالإله الواحد، وكفروا في النهاية بالآخرة،  كفروا في المنبع  والمصب.)
ــــــــــــــــــــــــــــ
خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ)
ــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على النور وآله وسلم



لتشويه كفرهم وتفظيع شركهم وكفرانهم بالبعث بأنهما يدعوانهم إلى منع الزكاة،:
ــــــــــــــــ
{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } * { الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }
ـــــــــــ
(وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }
وعيد للمشركين بسوء الحال والشقاء في الآخرة 
يجوز أن يكون من جملة القول الذي أُمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقوله فهو معطوف على جملة { إنَمَّا أنَا بَشَرٌ }. 
ويجوز أن يكون كلاماً معترضاً من جانب الله تعالى فتكون الواو اعتراضية بين جملة { قُلْ إنَّمَا أنَا بَشَرٌ } وجملة
{ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بالَّذِي خَلَقَ الأرْضَ }
فصلت 9
أي أجبهم بقولك أنا بشر مثلك يوحى إليّ ونحن أعتدنا لهم الويل والشقاء إن لم يقبلوا ما تدعوهم إليه، فيكون هذا إخباراً من الله تعالى.
وذكر المشركين إظهار في مقام الإِضمار 
ويستفاد تعليق الوعيد على استمرارهم على الكفر من الإِخبار عن الويل بكونه ثابتاً للمشركين والموصوفين بالذين لا يؤتون الزكاة وبأنهم كافرون بالبعث
لأن تعليق الحكم بالمشتق يؤذن بعليَّة ما منه الاشتقاق، 
ولأن الموصول يؤذن بالإِيماء إلى وجه بناء الخبر.
فأما كون الشرك وإنكارِ البعث موجِبَيْن للويل فظاهر،
وأما كون عدم إيتاء الزكاة موجباً للويل فذلك لأنه حَمَّل عليهم ما قارن الإشراك وإنكار البعث من عدم الانتفاع بالأعمال التي جاء بها الإسلام،
فذِكرُ ذلك هنا لتشويه كفرهم وتفظيع شركهم وكفرانهم بالبعث بأنهما يدعوانهم إلى منع الزكاة، أي إلى القسوة على الفقراء الضعفاء وإلى الشحّ بالمال وكفى بذلك تشويهاً في حكم الأخلاق وحكم العُرف فيهم لأنهم يتعيرون باللؤم، ولكنهم يبذلون المالَ في غير وجهه ويحرمون منه مستحقيه.ويعلم من هذا أن مانع الزكاة من المسلمين له حظ من الويل الذي استحقه المشركون لمنعهم الزكاة في ضمن شركهم، ولذلك رأى أبو بكر قتال مانعي الزكاة ممن لم يرتدوا عن الإسلام ومنَعوا الزكاة مع المرتدين، ووافقه جميع أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم. فــــ { الزكاة } في الآية هي الصدقة لوقوعها مفعول { يؤتون } ، ولم تكن يومئذٍ زكاة مفروضة في الإسلام غير الصدقة دون تعيين نُصُبٍ ولا أصنافِ الأرزاق المزكّاةِ، وكانت الصدقة مفروضة على الجملة، ولبعض الصدقة ميقات وهي الصدقة قبل مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى
{ يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة }
المجادلة 12.وجملة { وهُمْ بالآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ } إما حال من ضمير { يؤتون } وإما معطوفة على الصلة. وضمير { هُمْ كافِرُونَ } ضمير فصل لا يفيد هنا إلا توكيد الحكم ويشبه أن يكون هنا توكيداً لفظياً لا ضميرَ فصل
ومثله قوله
{ وهم بالآخرة هم كافرون } في سورة يوسف 37،
وقوله
{ إنني أنا اللَّه } في سورة طه 14.
وتقديم { بِالآخِرَة } على متعلقه وهو { كافرون }
لإِفادة الاهتمام.)
ــــــــــــــــــــــــــــ
التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ) 
ــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على النور وآله وسلم


ما المقصود بالزكاة هنا ؟،:
ــــــــــــــــ
{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } * { الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }
ـــــــــــ
({ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } أي دمار لهم وهلاك عليهم،
{ الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَواةَ }
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس
يعني الذين لا يشهدون أن لا إله إلا الله، 
وكذا قال عكرمة،
وهذا كقوله تبارك وتعالى
{ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّـاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّـاهَا }
الشمس 9 ــــ 10
وكقوله جلت عظمته
{ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى }
الأعلى 14 ــــ 15
وقوله عز وجل
{ فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى }
النازعات 18 
والمراد بالزكاة 
ههنا طهارة النفس من الأخلاق الرذيلة،
ومن أهم ذلك طهارة النفس من الشرك،
وزكاة المال إنما سميت زكاة لأنها تطهره من الحرام،
وتكون سبباً لزيادته وبركته وكثرة نفعه، وتوفيقاً إلى استعماله في الطاعات، 
وقال السدي { وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَواةَ } أي لا يؤدون الزكاة، 
وقال معاوية بن قرة ليس هم من أهل الزكاة.
وقال قتادة يمنعون زكاة أموالهم.
وهذا هو الظاهر عند كثير من المفسرين، 
واختاره ابن جرير، 
وفيه نظر 
لأن إيجاب الزكاة إنما كان في السنة الثانية من الهجرة إلى المدينة، على ما ذكره غير واحد،
وهذه الآية مكية، 
اللهم إلا أن يقال لا يبعد أن يكون أصل الصدقة والزكاة، 
كان مأموراً به في ابتداء البعثة، 
كقوله تبارك وتعالى
{ وَءَاتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ }
الأنعام 141 
فأما الزكاة ذات النصب والمقادير، فإنما بين أمرها بالمدينة،
ويكون هذا جمعاً بين القولين 
كما أن أصل الصلاة كان واجباً قبل طلوع الشمس وقبل غروبها في ابتداء البعثة، فلما كان ليلة الإسراء قبل الهجرة بسنة ونصف، فرض الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس، وفصل شروطها وأركانها وما يتعلق بها بعد ذلك شيئاً فشيئاً، 
والله أعلم. )
ــــــــــــــــــــــــــــ
تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ)
ــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على النور وآله وسلم


خص منع الزكاة، وقرته بالكفر في الآخرة، لأن المال أخو الروح :
ــــــــــــــــ
{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } * { الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }
ـــــــــــ
(قوله: { وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } مبتدأ وخبر، وسوغ الابتداء به قصد الدعاء. 
قوله: { الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ } 
إنما خص منع الزكاة، وقرته بالكفر في الآخرة، لأن المال أخو الروح، فإذا بذله الإنسان في سبيل الله، كان دليلاً على قوته وثباته في الدين، قال تعالى:
{ وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنْفُسِهِمْ }
[البقرة: 265] إلخ، 
أي يثبتون أنفسهم، 
ولذا كان صلى الله عليه وسلم يؤلف حديث العهد بالإيمان بالمال،
وقاتل أبو بكر مانعي الزكاة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم،
ففي هذه الآية تخويف وتحذير للمؤمنين من منع الزكاة، 
وتحضيض على أدائها،
وقال ابن عباس: 
هم الذين لا يقولون لا إله إلا الله، 
وهي زكاة الأنفس، والمعنى: لا يطهرون أنفسهم من الشرك بالتوحيد.
فإن قلت: على تفسير الجمهور يشكل بأن الآية مكية، والزكاة فرضت بالمدينة، فلم يكن هناك أمر بالزكاة حتى يذم مانعها. 
والجواب: أن المراد بالزكاة، صرف المال في مراضي الله تعالى. )
ــــــــــــــــــــــــــــ
حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ)
ــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على النور وآله وسلم


لا إله إلا الله، هي زكاة الأنفس، هيا زكوها , ورددوها :
ــــــــــــــــ
{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } * { الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }
ـــــــــــ
( وقال ابن عباس:  هم الذين لا يقولون لا إله إلا الله،  وهي زكاة الأنفس،  والمعنى:  لا يطهرون أنفسهم من الشرك بالتوحيد . )
ــــــــــــــــــــــــــــ
حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ)
ــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على النور وآله وسلم



الآية مكية، والزكاة فرضت بالمدينة، ؟؟ :
ــــــــــــــــ
{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } * { الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }
ـــــــــــ
( فإن قلت:  على تفسير الجمهور  يشكل بأن الآية مكية، والزكاة فرضت بالمدينة،  فلم يكن هناك أمر بالزكاة حتى يذم مانعها. 
والجواب: أن المراد بالزكاة، صرف المال  في مراضي الله تعالى. )
ــــــــــــــــــــــــــــ
حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ)
ــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على النور وآله وسلم



معنى الزكاة عند أئمة التزكية :
ــــــــــــــــ
{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } * { الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }
ـــــــــــ
( { قُلْ إنَّما بشر مثلكم } أي: 
إني من جنسكم وأناسبكم في البشرية والمماثلة النوعية، لتوجهه للأنس والخلطة، وأباينكم بالوحي المنبه على التوحيد المبيِّن لطريق السلوك،
فاتصلوا بي بالمناسبة النوعية والمجانسة البشرية
لتهتدوا بنور التوحيد والوحي المفيد لبيان الدين،
وتسلكوا سبيل الحق الذي عرّفنيه بقوله: 
{ أنما إلهكم إله واحد } لا شريك له في الوجود 
{ فاستقيموا } بالثبات على الإيمان والسكينة والإيقان في التوجه
{ إليه } من غير انحراف إلى الباطل والطرق المتفرّقة
ولا زيغ بالالتفات إلى الغير والميل إلى النفس 
{ واستغفروه } بالتنصل عن الهيئات المادية والتجرّد عن الصفات البشرية ليستر بنور صفاته ذنوب صفاتكم 
{ وويلٌ } للمحتجبين بالغير.
{ الذين } لا يزّكون أنفسهم بمحو صفاتها ليرتفع حجاب الغيرية فتتحقق بالتوحيد
{ وهم بالآخرة هم كافرون } لسترهم النور الفطري المقتضي الشوق إلى عالم القدس ومعدن الحياة الأبدية
بظلمات الحسّ وهيئات الطبيعة البدنية )
ــــــــــــــــــــــــــــ
تفسير القرآن المنسوب لـ / ابن عربي (ت 638 هـ) 
ــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على النور وآله وسلم


الزكاة قنطرة الاسلام , فمن قطعها نجا ,ومن تخلف عنها هلك :
ــــــــــــــــ
{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } * { الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }
ـــــــــــ
( { الذين لا يؤتون الزكوة } لا يؤمنون بوجوبها
ولا يؤتونها 
{ وهم بالآخرة هم } اعاد الضمير تأكيدا 
{ كافرون } اى بالبعث بعد الموت والثواب والعقاب 
وهو عطف على لا يؤتون
داخل فى حيز الصلة.
واختلافهما بالفعلية والاسمية
لما ان عدم ايتائها متجدد
والكفر امر مستمر.
قالت الشافعية 
فى تهديد المشرك على شركه وعدم ايتائه الزكاة
دليل على ان المشرك حال شركه مخاطب بايتاء الزكاة 
اذ لولاه لما استحق بعدم ايتائها الوعيد المذكور 
واذا كان مخاطبا بايتاء الزكاة 
يكون مخاطبا بسائر فروع الاسلام
اذ لا قائل بالفصل
فيعذب على ترك الكل
واليه ذهب مشايخنا العراقيون.
وذهب غيرهم الى انهم مخاطبون باعتقاد وجوبها 
لا بايقاعها فيعاقبون على تركهم اعتقاد الوجوب 
على ما فصل فى الاصول. 
ومن اصحابنا من قال انهم مخاطبون بالفروع 
بشرط تقديم الاسلام 
كما ان المسلم مخاطب بالصلاة 
بشرط تقديم الوضوء. 
وقال المولى ابو السعود فى تفسيره
وصف الله المشركين بانهم لا يؤتون الزكاة 
لزيادة التحذير والتخويف من منع الزكاة 
حيث جعل من اوصاف المشركين
وقرن بالكفر بالآخرة
حيث قيل 
وهم بالآخرة هم كافرون. 
يقال الزكاة قنطرة الاسلام 
فمن قطعها نجا 
ومن تخلف عنها هلك. 
قال ابن السائب
كن المشركون يحجون ويعتمرون
ولا يزكون اموالهم 
وهم كافرون. 
وعن ابن عباس رضى الله عنهما 
انه فسر لا يؤتون الزكاة
بقوم لا يقولون لا اله الا الله
فانها زكاة الانفس. 
والمعنى لا يطهرون انفسهم من الشرك بالتوحيد 
فإنما المشركون نجس. )
ــــــــــــــــــــــــــــ
روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ)
ــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على النور وآله وسلم


إشارات عجيبة,من ابن عجيبة.زجرا للنفوس المريبة ,وتوجيها للقلوب الحبيبة :
ــــــــــــــــ
{ حـم? } * { تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ } * { كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } * { بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } * { وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ } * { قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } * { الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }* { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ }
ـــــــــــ
( الإشارة:
كان الرسول ـ عليه الصلاة والسلام يدعو إلى الإيمان بالقرآن والعمل به ,
وخلفاؤه من مشايخ التربية يدعون إلى تصفية البواطن،
لتتهيأ لفهمه والغوص عن أسراره، وحضور القلب عند تلاوته، 
فأعرض أكثرُ الناس عن صُحبتهم، 
{ وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه... } إلى تمام الآية. 
فبقيت قلوبهم مغلفة بسبب الهوى،
ألسنتهم تتلو
وقلوبهم تجول في أودية الدنيا،
فلا حضور ولا تدبُّر،
فلا حول ولا قوة إلا بالله،
فإذا طلَبوا من المشايخ ـ الذين هم أطبّة القلوب ـ الكرامة،
يقولون ما قالت الرسل: 
إنما نحن بشر يُوحى إلينا وحي إلهام
بوحدانية الحق، وانفراده بالوجود، 
فاستقيموا إليه بتصفية بواطنكم،
واستغفروه من سالف زلاتكم،
فإن بقيتم على ما أنتم عليه من الشرك ورؤية السِّوى،
فويل للمشركين
الذين لا يُزكُّون أنفسهم،
وهم بالآخرة ـ حيث لم يتأهّبوا لها كلَّ التأهُّب ـ هم الكافرون.
إن الذين آمنوا
إيمان الخصوص، 
بصحبة الخصوص، 
لهم أجر غير ممنون،
وهو شهود الحق على الدوام. 
والله تعالى أعلم. )
ــــــــــــــــــــــــــــ
البحر المديد في تفسير القرآن المجيد/ ابن عجيبة (ت 1224 هـ)
ــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على النور وآله وسلم



نفحات جيلانية ,في ومضات بيانية ,لكلمات قرآنية :
ــــــــــــــــ
{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } * { الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } * { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ }
ـــــــــــ
( وبعدما استنكفوا عنك، واستكبروا عليك وعلى دينك وكتابك 
{ قُلْ } لهم يا أكمل الرسل كلاماً ناشئاً عن محض اليقين والتوحيد، خالياً عن وصمة التخمين والتقليد: 
{ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } أي: ما أنا إلا بشر مثلكم ما أدعي الملَكية لنفسي، غاية ما في الباب أنه 
{ يُوحَى إِلَيَّ } أي: يوحي ربي إليّ بمقتضى سنته السنية المستمرة في سالف الزمان { أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ } الذي أظهركم من كتم العدم، وأخرجكم إلى فضاء الوجود 
{ إِلَـهٌ وَاحِدٌ } أحد صمد فرد وتر، لا تعدد فيه بوجه من الوجوه 
{ فَسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ } توجهوا نحوه مخلصين موحدين 
{ وَاسْتَغْفِرُوهُ } لفرطاتكم التي صدرت عنكم بمقتضى بشريتكم؛ ليغفر لكم ما تقدم منكم من طغيان بَهيميتكم.
{ وَ } عليكم ألاَّ تشركوا معه سبحانه شيئاً من مظاهره ومصنوعاته؛ إذ 
{ وَيْلٌ } عظيم وعذاب أليم معد عنده 
{ لِّلْمُشْرِكِينَ } المشركين له غيره، الخارجين عن مقتضى توحيده واستقلاله في ألوهيته ظلماً وزوراً.
والمشركون المستكبرون عن آيات الله هم 
{ الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ } المفروضة لهم من أموالهم تطهيراً لنفوسهم عن رذالة البخل، ولقلوبهم عن الميل إلى ما سوى الحق
{ وَ } سبب امتناعهم عن التخلية والتطهير، أنهم بمقتضى أهويتهم الفاسدة وآرائهم الباطلة 
{ هُمْ بِالآخِرَةِ } المعدة لتنقيد أعمال العباد 
{ هُمْ كَافِرُونَ } منكرون جاحدون، لذلك يمتنعون عن قبول التكاليف الشرعية، وعن الامتثال للأوامر الدينية المنزلة على مقتضى الحكمة الإلهية. )
ــــــــــــــــــــــــــــ
تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ)
ــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على النور وآله وسلم



منشور طويل بلا اختصار , خاص لأهل الأنوار :
ــــــــــــــــ
{ حـم } * { تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ } * { كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } * { بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } * { وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ } * { قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } * { الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } * { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ }
ــــــــــ
( { حـم * تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ } 
يشير:
بالحاء إلى الحكمة، 
وبالميم إلى المنة؛
أي: 
منَّ على عباده بتنزيل حكمة من الرحمن الأزلي، 
الذي سبقت رحمته غضبه، فخلق الموجودات برحمانيته
الرحيم الأبدي، الذي وسعت رحمته كل شيء إلى الأبد 
{ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ } بين الحق والباطل، والسعيد والشقي، وبقوله: 
{ قُرْآناً عَرَبِيّاً } يشير إلى أن القرآن قديم من حيث أنه كلام الله وصفته، والعربية كسوة مخلوقة، كساه الله
{ لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } العربية، والعربية بحروفها مخلوقة والقرآن منزه عنها، 
{ بَشِيراً } لمن يعرف قدره ويؤدي حقه بالوصول والوصال 
{ وَنَذِيراً } لمن لم يعرف قدره، ولا يؤدي حقه بالانقطاع والانفصال، 
{ فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ } عن أداء حقه 
{ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ }بسمع القبول والانقياد.
{ وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ } في التوحيد 
{ وَفِي آذانِنَا وَقْرٌ } ما نفهم كلامك
قالوه حقاً،
وإن قالوا على الاستهانة والاستهزاء؛
لأن قلوبهم في أكنة حب الدنيا وزينتها، 
مقفولة بقفل الشهوات والأوصاف البشرية،
ولو قالوا ذلك عن بصيرة لكان ذلك منهم توحيد، 
فتعرضوا للمقت 
لما فقدوا من صدق القلب
وقالوا: { وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ } من الأنانية 
{ فَعْمَلْ } بالله فانياً عن وجودك موحداً
{ إِنَّنَا عَامِلُونَ } ببقاء وجودنا مشركين، وبقوله:
{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ } 
يشير إلى أن البشر كلهم متساوون في البشرية
مسدود بهم باب معرفة الله بالوحدانية
بالآلات البشرية
من العقل وغيره،
وإنما فتح هذا الباب 
على قلوب الأنبياء بالوحي، 
وقلوب الأولياء بالشواهد والكشوف، 
وعلى قلوب المؤمنين بالإلهام والشرح،
كما قال تعالى:
{ أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ }
وبقوله: 
{ فَسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ } يشير إلى أن استقامة المرء في دينه
موقوف على استقامته في المتابعة ظاهراً وباطناً،
{ وَاسْتَغْفِرُوهُ } ليرفع بقوة النبوة
الحجب التي بينكم وبينه
{ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } الذين بقوا في شرك الوجود
{ الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ } أي: لا يزكون نفوسهم عن خبث الحديث 
{ وَهُمْ بِالآخِرَةِ } وهى وجودهم الباقي 
{ هُمْ كَافِرُونَ } بكفر الستر والحجاب.
ثم أخبر عن عرفان الإيمان بقوله تعالى: 
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } 
يشير إلى أن من آمن ولم يعمل صالحاً
لم يؤجر إلا ممنوناً؛ 
أي: ناقصاً، 
وهو أجر الإيمان،
ونقصان من ترك العمل، 
ثم بترك العمل الصالح يدخل النار
ويخرج منها بأجر الإيمان،
فأجر العمل الصالح الذي يصدر من النفس
الجنة،
وهو الأعمال البدنية: كالصلاة والصوم والحج وما أشبهها،
وأجر الأعمال القلبية: كالرضاء واليقين والتوكل 
وما أشبههن من الأخلاق الحسنة، كالشوق والمحبة وصدق الطلب، 
وأجر الأعمال الروحانية: كالتوجه إلى الله بالكلية، وترك التلذذ بكشف الأسرار، وشهود المعاني والكرامات،
والاستئناس بالله،
والاستيحاش من الخلق،
والقلق في المحبة،
وأجر أعمال الأسرار: كالإعراض عما سوى الله، وترك الركون إلى مقامات القرب، والفطام عن الالتذاذ بالمعارف، ودوام التجلي، وكشوف الحقائق بالدقائق. )
ــــــــــــــــــــــــــــ
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي/ الإمام أحمد بن عمر (ت618 هـ) 
ــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على النور وآله وسلم

عن الكاتب

ناجح رسلان

التعليقات



الإشراقات المحمدية تحت اشراف فضيلة العلامة الشيخ فراج يعقوب حفظه الله

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

الإشراقات المحمدية