تحت اشراف فضيلة العلامة الشيخ فراج يعقوب حفظه الله
recent

جديد

recent
random
جاري التحميل ...

سند الخلوتية الشرقاوية رضي الله عنهم


سند الخلوتية الشرقاوية رضي الله عنهم 
ــــــــــــــــ
( وها أنذا أذكر هذا النسب فإن ذكره للرحمة أعظم سبب .. فأقول:
 قد تلقن الفقير عن إمام عصره، وهمام دهره، بركة الوقت، كامل النعت، مشيد أركان الطريقة، مجدد أسرار الحقيقة، مربى المريدين، مربى ربوة الدين، وارث الشمس الحفناوى أبى المعارف سيدي أحمد بن شرقاوي، متع الله الكون بوجوده، وسقاه من غيث كرمه وجوده .. وقد تلقنت عنه - حفظه الله - مرتين: المرة الأولى في بلدتنا وكانت في شهر الله المحرم افتتاح سنة خمس وثمانين بعد المائتين والألف .. والثانية في شهر الله المحرم أيضا افتتاح سنة ثلاث وتسعين وكانت فى الروضة الشريفة بين القبر والمنبر. ثم إن هذا الأستاذ قد أخذ عن العارف بالله تعالى سيدي أحمد الخضيرى الطهطائى .. قال أستأذنا فى شمس التحقيق: أقمت مدة طويلة وكنت فيها متى ذكر الأستاذ أو مر في فكرى أشرقت في قلبي أنواره، وارتسمت في لوح لبى أطواره ولم يزل هذا الأمر في ازدياد مبتهجًا به السر والفؤاد، إلى أن رأيت في بعض الليالى والأيام حضرته عليه الصلاة والسلام وقد أمرنى بالإرشاد، وأن أنشر طريق السداد .. فانتبهت وقد أخذنى أشد العجب إذ لم يكن لي في ذلك تشوف ولا طلب.
فإنه لم يحصل لي صحيح الترقي المعلوم على أستاذ، ولا التدريج الموسوم على ملاذ، فمكثت هنيهة في حيرة وإذا زعيم التوجه إلى الأستاذ قد قادني، وسائق العناية إليه قد ساقني .. فعلمت أنه أبو الروح، وأنه منبع الترقي والفتوح، فانجذبت بكليتي إليه، وسرت لأظفر بما لديه .. وكان معي من الإخوان من تدل على الله عبارته، وتعتبر في طريق القوم إشارته .. فمازلنا سائرين حتى دخلنا بلدة طهطا، أتاح الله لها كل خير، وأماط عنها كل أذى وضير .. فسألنا عن حضرته فقيل لنا ذهب إلى صلاة الجمعة بالمسجد الفلاني .. فلما دخلنا من باب المسجد فإذا الأستاذ جالس كأنه كوكب متوقد، فجلسنا خلفه وجلين من الرد، فزعين من خشية الصد، لأنه - رضي الله عنه - كان مشهورا برد أكثر الواردين عليه، ومنع أكثر الطالبين لما لديه، فصرت أقدم رجلا وأؤخر أخرى وكلما تقدمت لطلب المراد رجعت القهقرى .. ثم ارتكبت الخطر وطلبت ذلك منه فأجابنى - رضى الله عنه - بطلاقة وجهه البسيم، وعطف علينا عطف الوالد الرحيم، ولقننا واحدًا بعد واحد، وعلينا تلوح أنوار تلك المشاهد.ومما حصل للفقير أنى بعد أن أجلسنى بين يديه، ورمق فىّ بعينيه، ثم غمضهما وشرع فى الذكر بالمد المعلوم، صرت كأني أعالج غمرات الموت، وكدت لا أجيبه من شدة هذه الغمرات وهول تلك السكرات. ثم قواني الحق تعالى - وله الفضل والمنة - فأجبته - رضى الله عنه - بصوت رقيق جدًا لا يكاد يسمع. ومن ذلك الوقت فتح الأستاذ الباب ولم يرد طارقا لتلك الأبواب، وانتشرت طريقته في البلاد، وانتفع الحاضر منها والباد .. ثم لما تم المقصود، رجعنا بالهنا والسرور وتمام النجح وكمال الحبور.
ثم بينما أنا أتكرر عليه، وأتردد طمعًا فيما لديه، إذ أمرني بمفاتيح الطريق، ودرجنى في الأسماء السبعة المعلومة .. وفى الاسم الرابع حصلت عجائب وظهرت غرائب ينبغي كتمانها .. ثم في أثناء التدريج أمرني بالإرشاد فاعتذرت إليه بأنى ناقص الدرجة لا أطيق ذلك، فشدد علىّ فى الطلب وقال: لابد من ذلك وبشرنى ببشارة نسأل الله تحققها.
ثم بعد أن تم التدرج فى الأسماء أمر بإعمال وليمة فى داره وجمع فيها مجلسًا حافلا من العلماء والأشراف وأهل الطريق وتلا عليهم الإجازة إعلاما بأنى قد صرت خليفته. ولم يزل عنا راضيًا - رضى الله عنه - حتى أنه أمر فى حياته بعض خواص أتباعه أن ينتقل منه إلىّ، وأن يحول فى سيره علىّ.
واعلم أن هذا كله باعتبار الظاهر .. وأما باعتبار الحقيقة ونفس الأمر فقد سرت إلى ربى سيرين: سيرًا على يد العناية ليس لأحد فيه مدخل إلا الواسطة العظمى وهذا هو الذى به تربية الإخوان، وعليه المعول والتكلان، وسيرًا على يد الأشياخ وهذا هو الذى حصل مستوفيًا للشروط على يد هذا الأستاذ- رضى الله عنه-ثم إن هذا الإمام المذكور والعلم المشهور قد اخذ هذه الطريقة عن العارف بالله سيدى أحمد السكرى، وهو عن أبى البركات ومهبط النفحات القطب الدردير، وهو عن علم هذه الطريقة ومعدن السلوك والحقيقة، شمس دين الله تعالى سيدى محمد الحفناوى، وهو عن العارف بالله سيدى مصطفى البكرى الصديقى، وهو عن الشيخ عبد اللطيف الخلوتى الحلبى، وهو عن العارف بالله تعالى مصطفى أفندى الأدرنوى، وهو عن الشيخ قراباشا على أفندى واشتهرت الطريقة به، وهو عن الشيخ اسماعيل الجرومى، وهو عن السيد عمر الفؤادى، وهو عن محى الدين القسطموني، وهو عن الشيخ شعبان أفندى القسطموني، وهو عن خير الدين التوقادى، وهو عن حلبى السلطان الأقسدائى - الشهير بجمال الخلوتى - وهو عن محمد بن بهاء الدين الأرزنجانى، وهو عن سيدى يحى الباكوبى وهو عن صدر الدين الخبائى وهو عن الحاج عز الدين، وهو عن محمد ميرام الخلوتى، وهو عن عمر الخلوتى - وهو الذى انبلجت الطريقة على يديه - وهو عن أبى محمد الخلوتى، وهو عن إبراهيم الزاهد التكلانى، وهو عن سيدى جمال الدين التبريزى، وهو عن شهاب الدين محمد الشيرازى، وهو عن ركن الدين محمد النجاشى، وهو عن قطب الدين الأابهرى، وهو عن أبى النجيب السهروردى، وهو عن عمر البكرى، وهو عن وجيه الدين القاضى، وهو عن محمد البكرى، وهو عن محمد الدينورى، وهو عن ممشاد الدينورى، وهو عن سيد الطائفة أبى القاسم الجنيد بن محمد البغدادى، وهو عن السرىّ السقطى، وهو عن معروف الكرخى، وهو عن داود بن نصير الطائى، وهو عن حبيب العجمى، وهو عن الحسن البصرى، وهو عن الإمام على بن أبى طالب - كرم الله وجهه - وهو عن سيد الكائنات (، وهو عن جبريل عليه السلام، وهو عن رب العزة جل جلاله وتقدست أسماؤه.اللهم أنظمنا فى عقد هذا الفريق، واسقنا من رحيقه كئوس التحقيق، وأتمم لنا أنوار السعادة، واختم لنا بالحسنى وزيادة، إنك على كل شئ قدير، وبالإجابة جدير، وصلى الله على سيدنا محمد نور الوجود، وروح الشهود، وبحر الورود، وأوج الصعود وعلى آله وصحبه .. اهـ. بحروفه وأقول متمثلا بقول القائل:
لى سادة من عزهم ... أقدامهم فوق الجباه
إن لم أكن منهم فلى ... فى حبهم عز وجاه
ويقول الآخر:
إذا بملوك الأرض قوم تشرفوا ... فلى شرف منكم أجل وأشرف
كفى شرفًا أنى مضاف إليكم ... وأنى بكم أدعى وأرعى وأعرف
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب مطية السالك لمولانا العارف سيدي أحمد الطاهر الحامدي جد شيخنا حفظه الله ونفعنا به
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله 
عدد كمال الله وكما يليق بكماله

عن الكاتب

ناجح رسلان

التعليقات



الإشراقات المحمدية تحت اشراف فضيلة العلامة الشيخ فراج يعقوب حفظه الله

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

الإشراقات المحمدية